قدسنا عضو عادي
عدد المساهمات : 29 تاريخ التسجيل : 05/06/2010
| | يكفي 11 جندياً إسرائيلياً | |
يكفي 11 جندياً إسرائيلياً
الكاتب :سمير الحجاوي كتب بتاريخ :2011-10-17
يكفي 11 جندياً إسرائيلياً بعد سنوات من المفاوضات الشاقة تمكنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تحرير 1000 أسير فلسطيني و27 أسيرة من حرائر فلسطين من سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل الإفراج عن جندي إسرائيلي واحد أسرته حماس قبل 5 سنوات.
لا شك أن تمكن حماس من الإفراج عن حوالي 10 في المائة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يمثل إنجازاً إستراتيجياً وشعبياً للحركة على كل المستويات، فموافقة القادة الإسرائيليين على التبادل، تعني فشل كل الجهود الإسرائيلية والمحاولات السرية والعلنية، الدبلوماسية والعسكرية، لإطلاق سراحه، ولو استطاع القادة الإسرائيليون إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مقتولاً وإعادته جثة هامدة لما تأخروا عن ذلك، ولذلك فإن هذا الفشل الإسرائيلي يعني نجاح المقاومة الفلسطينية، التي أجادت اللعب مع عدو يعرف عنها أكثر ما تعرف عنه، كما أنها برعت في عملية استنزاف القيادة الإسرائيلية شعبياً، مما وضعها في مأزق داخلي، إلا أن النجاح الأكبر الذي حققته حماس هو إعادة الأمور إلى مربعها الأساسي، وهو المقاومة، فإسرائيل لم تطلق أسيرا فلسطينيا واحدا من دون فعل مقاوم وبدون ثمن، وعندما تقدم على إطلاق سراح 1027 أسيراً وأسيرة دفعة واحدة كنتيجة لعمل المقاومة المسلحة، فإن هذا يعني أن المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد "إسرائيل" هي الأساس، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها القادة والجنرالات الإسرائيليون، وبدلا من إضاعة الوقت في مفاوضات عبثية فإن أسر 11 جندياً إسرائيلياً فقط يكفي لإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 11000 أسير وأسيرة.
الكيان الإسرائيلي لا يفهم من التفاوض إلا التسويف والكذب والمماطلة وإضاعة الوقت وخلق حقائق على الأرض ثم التفاوض عليها، فهذا الكيان الذي استولى على فلسطين وأطلق عليها اسم "إسرائيل" وشرد نصف الشعب الفلسطيني وحول النصف الآخر إلى معتقلين في الهواء الطلق وحول الأرض الفلسطينية التي احتلها إلى سجون كبيرة، يمارس فيها العنصرية والقمع والإرهاب والقتل فيما يمكن أن نطلق عليه المعتقل الأكبر، وزج في السجون والزنازين بربع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلالهما عام 1967.
أكثر من 750 ألف فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال، ولكل فلسطيني ولكل أسرة فلسطينية قصة مع الاحتلال وزنازينه ومعتقلاته، ويندر أن تجد عائلة فلسطينية، لم يتعرض أحد أفرادها للاعتقال والسجن والتعذيب، فلكل أسرة فلسطينية حكاية مع المعاناة والدموع والصبر على الزوجات والأزواج والإخوان والأبناء والآباء والأحبة الذين غابوا وراء القضبان لعقود طويلة، وقبعوا في أقبية الظلام الإسرائيلية لمدد زاد بعضها على 33 عاماً، وهي معاناة تركت آثارها على الشعب الفلسطيني كله، رغم أن الأسرى الفلسطينيين كانوا ومازالوا "الوتد" الذي يثبت مفاعيل قضية الشعب الفلسطيني في مواجهة العنجهية والسادية الإسرائيلية، ورغم أن الأسير الفلسطيني هو البطل الذي واجه بصدره العاري كل المحاولات الإسرائيلية لإلغائه وقضيته وإقصاء الشعب الفلسطيني من الوجود.
الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال هم سجناء الضمير والمدافعون عن مطالب الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال، ولذلك لا يجوز تركهم ونسيانهم أو إهمالهم، وعلى الشعب الفلسطيني ومعه الأمة العربية، والإسلامية وأحرار العالم، أن يعمل على إطلاق سراحهم بكل الطرق بما في ذلك أسر جنود الاحتلال الإسرائيلي، لأن المفاوضات "كلام فارغ" لم تستطع أن تحرر أسيراً واحداً ولن تستطيع في المستقبل، وهذا أمر يضمنه القانون الدولي، فالجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية هو جيش احتلال في حالة حرب ضد الشعب الفلسطيني، ومثلما يعتقل كل يوم العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني فإن من حق الفلسطينيين أن يردوا بالمثل. | |
|
الخميس أكتوبر 20, 2011 5:20 am من طرف زهرة الاقصى