منتديات قدسنا
اهلا وسهلا بكم بمنتديات قدسنا شاكرين لكم زيارتكم
ونتمنى منكم التواصل المستمر معنا
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال 0654
منتديات قدسنا
اهلا وسهلا بكم بمنتديات قدسنا شاكرين لكم زيارتكم
ونتمنى منكم التواصل المستمر معنا
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال 0654
منتديات قدسنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» وحشتوني جدا جدا
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 01, 2019 7:35 am من طرف مصريه وافتخر

» أشخآص في دروبنآ ..!!
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2016 3:30 pm من طرف رياحين الجنة

» لماذا احن للماضي رغم حلاوة الحاضر .!؟
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2016 3:23 pm من طرف رياحين الجنة

» أحزااني ( كل شي راح ) احزاني
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2016 3:07 pm من طرف رياحين الجنة

» همسات
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 6:25 pm من طرف رياحين الجنة

» لاتحزن عندما لايرد على مواضيعك
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 5:59 pm من طرف رياحين الجنة

» حقائق مؤلمة!!!!
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 3:16 pm من طرف رياحين الجنة

» البعض يسير على الرمال بدون أثر
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 3:10 pm من طرف رياحين الجنة

» تنظيم الحياة شرط نجاحها
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2015 9:46 pm من طرف رياحين الجنة

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رياحين الجنة
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
زهرة الاقصى
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
الساكنة في القلوب
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
مصريه وافتخر
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
شاتيلا
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
عابر بلا اثر
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
reem
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
نور
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
دمعة وطن
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
لا ترحل
لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_rcapلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_voting_barلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 36 بتاريخ الخميس يناير 19, 2023 8:32 am
راي
ليس كل ما ينشر في الموقع يعبر عن رأي الإدارة ولكن يعبر عن رأي كاتبه وناقله فقط !

جميـــــع الحقوق محفوظــة لدى ~*¤ô§ô¤*~ منتديات قدسنا~*¤ô§ô¤*~

© 2010* 2011
الساعة

Custom Myspace Clock
المواضيع الأكثر نشاطاً
أذكر الله عند دخولك أو خروجك من المنتدى
غرائب النساء في العالم على مر العصور
انتو بس شوفو الفرق ^_^
ولد يكره المدرسة شوفو شو عمل
عشقته........ اعتراف مني واخيرا احبك
ابتسم فالله ربك
لماذا أحبك ؟؟؟؟؟؟؟
شوية مصطلحات فلسطينية!!!!!!!!!
أعرف صديقك
قصة الاربع شمعات
الزوار
widgeo.net
عداد الزوار
widgeo.net

 

 لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الكريم

عبد الكريم


عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 12/01/2010

لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال Empty
31052011
مُساهمةلقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال

لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال
واحد وعشرون عاماً مرّت على الانطلاقة المباركة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تعرّض خلالها المشهد الفلسطيني لكثير من المتغيرات، فمن انتفاضة الحجارة إلى دخول سلطة الحكم الذاتي إلى أراضي السلطة الفلسطينية، وصولاً إلى انتفاضة الأقصى وفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مطلع العام 2006 وما حقّقت حماس من سابقة تمثّلت بالمزاوجة بين المشروع المقاوم وبين حكم الشعب الفلسطيني الذي اختار نهج التغيير والإصلاح بنسبة كبيرة.
الانقسام الفلسطيني الفلسطيني فرض نفسه على المشهد، وكَثُر الحديث عن آفاق الحوار واحتمالات المصالحة الوطنية، في الوقت الذي وصل فيه ملف الخلاف إلى أروقة جامعة الدول العربية بعد وصول الجهود المصرية إلى طريق مسدود، أمّا الحصار على قطاع غزّة فقد بلغ حدّاً غير مسبوق... ثوابت الشعب الفلسطيني وإعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية وملف العلاقات العربية والدولية كانت ضمن العناوين طرحها مراسل المركز الفلسطيني للإعلام في دمشق على الأستاذ محمد نزّال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وفيما يلي نصّ الحوار:

أولاً : مستجدات ومواقف..

بعد عام ونصف العام على حالة الانقسام السياسي التي أصابت المجتمع الفلسطيني اجتمع المجلس الوزاري العربي في القاهرة لبحثه؛ فما هي دلالة عقد الاجتماع في هذا الوقت بالذات ؟
في رأيي أن اجتماع المجلس الوزاري العربي جاء متأخراً عن موعده الذي كان يفترض أن يتم قبل عام ونصف ، وكان حرياً بالدول العربية أن تبذل محاولاتها لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية منذ الأيام الأولى وليس بعد مرور عام ونصف ، ولكن من الواضح أن هناك محوراً عربياً كان يريد إعطاء غطاء سياسي للتمديد لولاية محمود عباس الدستورية التي ستنتهي في 9 كانون الثاني/يناير المقبل، ولهذا وجدنا حرصاً شديداً من هذا المحور على عقد لقاء خاص للجامعة العربية لهذه الغاية بعد أن فشل الحوار الوطني الذي كان مقرراً أن ينعقد بالقاهرة في 10تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وعليه فتفسيري لانعقاد هذا الاجتماع في الوقت الذي تم ، هو أنه اجتماع قصد منه إعطاء غطاء سياسي للتمديد لولاية محمود عباس.

غابت حركت حماس عن الاجتماع المذكور ، على الرغم مما قيل أن اتفاقاً تم مع عمرو موسى لحضور الاجتماع ، ما صحة ذلك ؟
لم يتم الاتفاق مع السيد عمرو موسى على حضور حركة حماس ، وإنما طالب الأخ خالد مشعل خلال اللقاء معه في دمشق، بضرورة الاستماع إلى وجهة نظر حماس مباشرةً من قبل وزراء الخارجية العرب، وهو ما تحفَظّت عليه دولة عربية؛ وبالتالي لم يتم تلبية هذا الطلب. ومن المؤسف القول هنا بأن الجامعة العربية و أمينها العام تخضعان لضغوطات كثيرة من بعض الدول العربية.

حسب اطّلاعكم على مجريات الأمور، ماذا جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة؟
كان هناك اتجاه يريد أن يحَمّل حركة حماس مسؤولية فشل حوار القاهرة، وقدم صائب عريقات ممثل محمود عباس في الاجتماع اقتراحاً بهذا الخصوص ، غير أن عريقات فشل في إقناع مجلس الجامعة العربية بذلك.
الجدير بالذكر هنا الإشارة إلى الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم، التي وضع فيها النقاط على الحروف،وأصّل بشكل واضح للدور الذي ينبغي على الجامعة العربية أن تلعبه؛ حيث أوضح أن المطلوب من العرب أن يقوموا بدور حيادي ، وأن يكونوا على مسافة واحدة من جميع الأطراف، والمطلوب هوعدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية ، ووضع إطار عام للفلسطينيين حتى يتحاوروا حوله.
أظن أن ما قاله السيد وليد المعلم كان واضحاً، وجريئاً، وجيداً. وهو ما أثار وللأسف الهجوم الجارح الذي تعَرض له الآن في بعض وسائل الإعلام العربية.

هل كان هناك ترتيب بينكم وبين كلٍ من (سورية، قطر، اليمن، السودان) قبل انعقاد الوزاري العربي؟
الدول المذكورة لها سياسياتها ، ومصالحها ، وقناعاتها وبالتالي لا تحتاج هذه الدول إلى توجيه منا .

تردّدت فكرة "فضح" الطرف المعرقل للحوار، ثم وصل الأمر إلى فرض عقوبات على هذا الطرف ولم يحصل من ذلك شيء، والنتيجة كانت بياناً صدر "على استحياء"، كيف قرأتم هذا البيان؟
برأيي أن الحديث عن تحميل طرف ما المسؤولية ومعاقبة هذا الطرف جاء في إطار الضغط النفسي والإرهاب السياسي ضد الطرف الذي لا يقبل بما يريدون إملاءه عليه.
وبالمحصلة ، لم تصدر أي إدانة أو تحميل أيّ طرف المسؤولية بما فيها حركة حماس، وكما قلت لك سابقاً فقد فشل صائب عريقات والأطراف التي تسانده في فرض ذلك.
لكن يبقى الخلل الذي وقعت فيه الجامعة العربية ، هو أنها تدخلت بالشأن الداخلي الفلسطيني ، ومددت أو أعطت غطاءً سياسياً للتمديد لولاية محمود عباس ، وبرأيي أنه لا يحق للجامعة العربية أن تخالف القانون الأساسي الفلسطيني ، وهذه سابقة خطيرة أن يتم تعيين رئيس عربي من الجامعة العربية وليس من الشعب الفلسطيني.

أوضحت "حماس" ومن معها من فصائل الممانعة الأسباب التي دعتها إلى مقاطعة حوار القاهرة الأخير،و في نفس الوقت أكّدت أن لا بديل عن الحوار إلا الحوار.. كيف يستقيم الموفقان؟
حماس لم تقاطع الحوار، وقد أبلغت المسؤولين في مصر أنها جاهزة لحوار فلسطيني- فلسطيني جاد ، ولكننا طالبنا أن تكون هناك أرضية صلبة يقف عليها الحوار؛ إذ لا يجوز في الوقت الذي كنا نجهز أنفسنا للذهاب إلى الحوار أن تتزايد الاعتقالات في صفوف حركة حماس على مستوى قياداتها وكوادرها وعلى مستوى مداهمة مؤسساتها والجمعيات المحسوبة عليها.
الأمر الآخر، أن الآليات التي قررها الإخوة في مصر لا تساعد على الخروج بنتائج عملية وإيجابية، وبالمناسبة نحن لم نكن ذاهبين للحوار، بل كنا ذاهبين للتوقيع على ورقة معدّة سلفاً، والحوار حول النقاط الموجودة في هذه الورقة التي وقعنا عليها سلفاً سيكون لاحقاً للتوقيع على الورقة، وهذا أمر غير منطقي، ومخالف لكل الأعراف السائدة في العلاقات بين الدول التي تختلف حول قضايا محددة أو بين الحركات والأحزاب السياسية؛ من هنا كنا نريد أن نهيئ أرضية صلبة حتى لا يفشل الحوار، وفي رأيي أنه على الرغم من سلبية عدم الذهاب إلى القاهرة، فإن ذلك أفضل بكثير من أن نذهب إلى القاهرة وأن يعلن عن فشل الحوار بعد ذلك.

هل صحيح أن مصر عدّلت الورقة الأولى، وقدّمت ورقة أخرى فيها مضامين تشكل أرضية وقاسماً مشتركاً بين الفصائل الفلسطينية؟
صحيح أن الإخوة في مصر تجاوبوا مع الملاحظات التي وصلتهم في النهاية، ولكن بقي أمران، الأمر الأول، يتعَلّق بأن التوقيع على الورقة يعني ضمناً التمديد لولاية محمود عباس، والأمر الآخر أن الآليات بقيت كما هي، وهي أن الحوار الحقيقي سيبدأ بعد التوقيع على الورقة، كان الأصل أن نجتمع، ونأخذ أسبوعاً أو أسبوعين، وبعد ذلك يمكن التوقيع على ما يتم التوافق عليه في تظاهرة إعلامية، وفي" زَفة" كالزفة التي أرادوا أن يعقدوها في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

ما سبب إصراركم على أن يكون الحوار رزمة واحدة؟
لأن التجربة علَّمتنا بأنه ما لم نتفق على كل القضايا ذات الخلاف، لا يمكن أن ينجح أي اتفاق، والدليل على ذلك هو اتفاق مكة، فهناك تم التوافق على جملة قضايا، وتم تأجيل البت بقضايا الخلاف الاخرى ، وكانت النتيجة انهيار هذا الاتفاق، ولذلك لا بد من تحديد قضايا الخلاف والنقاش حولها وإعطاء الوقت الكافي لها، وبعد ذلك يمكن الوصول إلى حلول ومن خلال هذه الحلول يتم الاتفاق الكامل.

هل نفهم أنّه في الاتفاقات الماضية كانت حماس تنفََّذ استحقاقاتها والطرف الآخر يتهرّب من تنفيذها؟
نعم؛و أريد أن أضرب لك مثالاً على ذلك ؛ في آذار/مارس 2005 عندما وقّّعنا "إعلان القاهرة" كان المطلوب حقيقةً منا هو التهدئة، وقد أخذوا موافقتنا على التهدئة ،وكل القضايا الأساسية الأخرى لم يتم تنفيذها، خصوصاً ما يتعَلّق بإعادة بناء منظمة التحرير، فلم يتم أي إجراء على هذا الصعيد،حيث اتفقنا على تشكيل لجنة تناقش إعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، و لم يتم تنفيذ أي شيء حتى اللحظة.
الآن وبعد مرور أربعة أعوام تقريباً على إعلان القاهرة، كان المطلوب منا في حوار القاهرة الذي لم ينعقد ، هو اعطاء غطاء سياسي لتمديد ولاية محمود عباس. وبكل صراحة المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين وكما يقول عمر بن الخطاب" لست بالخب ولا الخب يخدعني".

إذن؛ ماذا عن آفاق الحوار واحتمالات المصالحة؟
إذا أردت الحديث بموضوعية وبصراحة دون خداع الرأي العام، فإننا لا زلنا بعيدين عن الوصول إلى مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية ، والسبب في ذلك هو أنّ بعض الأطراف لا تريد إجراء مصالحة فلسطينية حقيقية، ولكن هدفها هو إخراج حركة حماس من اللعبة السياسية تماماً وتجريدها من الشرعية السياسية حتى يتم ضربها، ويراد تعميم نموذج الضفة الغربية وما يجري فيها الآن على قطاع غزة، ففي الضفة الغربية يتحرّك الجنرالات الثلاثة جونز وفريزر ودايتون ويراد لهؤلاء الجنرالات الأمريكيين وأدواتهم من الأجهزة الأمنية أن ينتقلوا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة لاحقا.

قررالمجلس الوزاري العربي التمديد لعبّاس؛ حماس بيّنت موقفها الرافض لهذا التمديد؛ هل ستقفون في وجه العرب؟
نحن لا نقف في وجه العرب، ولكن ما ينبغي معرفته أن الشرعية لعباس ينبغي أن يستمدها من شعبه، فإذا كان شعبه لا يعطيه الشرعية، فلا يمكن لأحد أن يعطيها له؛ شرعية عباس يجب أن تعطى له من أهله وقومه وعشيرته الأقربين.

وما الذي سيحصل في التاسع من كانون الثاني " يناير" المقبل ؟
سنعلن أن محمود عباس لم يعد رئيساً شرعياً، وولايته الدستورية قد انتهت ، وسنتعامل معه على هذا الأساس.

ولكن عباس يخيّر حماس بين الحوار أو الانتخابات ؟
لا تعارض بين الاثنين، فلماذا يصرّ عباس على الربط بين الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية؟ إذا كان عباس يقدّم نفسه "عاشقاً" للديمقراطية، و يريد الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، فليقم بإجراء الانتخابات الرئاسية أولاً، وبعد ذلك ستجرى الانتخابات التشريعية وفقاً لموعدها الدستوري المحدد.

وماذا عن "الفراغ الدستوري" الذي سيحدث حينذاك ؟
ينبغي أن يكون واضحاً أنه ليس هناك فراغ دستوري، فهناك آليات محددة في القانون الأساسي لملء أي فراغ دستوري، فإذا توفي الرئيس، أو استقال، يتولى رئيس المجلس التشريعي مهام رئيس السلطة لمدة محددة ، وبالتالي لا أحد يمكن أن يهددنا بقصة " الفراغ الدستوري".

ولكن هناك من لم يعترف بالتوكيلات؛ وبالتالي يعتبر أن المجلس التشريعي ينعقد وهو فاقد للنصاب ؟
ليس لموضوع انعقاد البرلمان من عدمه أي علاقة ، فرئيس المجلس التشريعي يقوم بمهامه الدستورية حال انتهاء ولاية الرئيس، وعند غياب رئيس المجلس التشريعي يقوم نائبه بهذه المهام، وهذا أمر بديهي، و لكن القضية الآن لا تتعَلّق بالقانون؛ القضية تتعلق بأن هناك فئة في الشعب الفلسطيني تضرب بالقانون عُرض الحائط ، هذه الفئة لم تعقد المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1988 باستثناء مَرّةً واحدة عقد فيها بشكل استثنائي في قطاع غزة عام 1996، عندما جاء بيل كلينتون وفي حضرته، تم إلغاء ثوابت الشعب الفلسطيني من خلال إلغاء فقرات بالميثاق الوطني الفلسطيني، حيث تم ذلك من خلال التصفيق دون حتى عدّ الأصوات، و دون أن يتم الأمر بشكل قانوني.
هؤلاء لا يعيرون اهتماماً أو أيّ احترام للقانون الفلسطيني، الذي هم وضعوه ، وإلا فكيف نفهم تشكيل حكومة سلام فياض وعدم حصولها على الثقة أيضاً، أليس هذا خارجاً عن القانون الفلسطيني؟ إصدار مراسيم دون حصولها على موافقة البرلمان الفلسطيني المجلس التشريعي الفلسطيني هذا خارج القانون الفلسطيني، اللجنة التنفيذية التي توفي معظم أعضائها هي لجنة فاقدة الشرعية وهذا خارج القانون الفلسطيني، الخلاصة أن هؤلاء الناس لا يحترمون القانون، ويطوّعونه وفق ما يريدون، وبالتالي أعتقد أن المشكلة لم تعد مشكلة قانونية، المشكلة أساساً هي مشكلة سياسية.

و ماذا عن انتخاب المجلس المركزي الفلسطيني عباس رئيساً لدولة فلسطين ؟
هل نفهم من ذلك أنّنا كنا في فراغ منذ أن توفي ياسر عرفات؟ على العموم ما جرى يعدّ أضحوكة تثير السخرية، وانتخاب عباس رئيساً لدولة فلسطين الموجودة على الورق ، يذكّرني بملوك الطوائف في الأندلس ، الذي وصفهم الشاعر الأندلسي فيها وصفاً دقيقاً ، عندما قال:
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها = كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ.

ألا ترى أن القبول بالتمديد لعبّاس سيكون بادرة طيّبة منكم على صعيد تهيئة الأجواء المناسبة للحوار، أم أنّ هناك أموراً تدفعكم للإصرار على عدم إعطائه الشرعية بعد انتهاء الولاية الدستورية له ؟
في ضوء تجربة الأعوام الأربعة التي مضت على رئاسة عباس للسلطة الفلسطينية ، فإن حركة حماس لا ترى عباس مؤهلاً لأن يستمر في هذا الموقع ؛ فهو بالنسبة لنا لم يعد محل ثقة للأسباب التالية:
أولاً برنامجه السياسي يقوم على التفريط بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وما أدلى به من تصريحات لصحيفة "هآرتس" وما ينقل عنه من حديث في مجالسه الداخلية وفقاً لمصادر موثوقة يؤكد ما ذهبنا إليه، وبالتالي كيف يراد منا أن ندعم شخصاً يريد أن يفرَط بحق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني ؟!

ثانياً:موقف محمود عباس المشين من المقاومة المسلحة، حيث وصف العمليات الاستشهادية بأنها حقيرة، ووصف الاستشهاديين بأنهم حقراء. فكيف يراد منا أن نقدم دعمنا وتأييدنا لرجل ينتهك كرامة الشهداء، فيصفهم بالحقراء، وينتهك قدسية هذه العمليات فيصفها بالعمليات الحقيرة؟!

ثالثاً :كان محمود عباس يطالب كثيراً في عهد ياسر عرفات بـ "الإصلاح" وضرورة محاربة المفسدين والمنحرفين والمجرمين، ولكن التجربة أثبتت أنه لم يجمع حوله وفي بطانته إلا المفسدين والمجرمين و المنحرفين، حيث انتهك القانون الأساسي الفلسطيني مسنداً مهمة مستشارً الأمن القومي الفلسطيني لمحمد دحلان، وعندما قيل له إنه ينتهك القانون، كان ردّه بأنّ الأمريكان يريدون تعيين محمد دحلان في هذا المنصب، وهو لا يستطيع مخالفتهم !
كما أن عباس لم يفعل شيئاً لروحي فتوح المتورًط في فضيحة تهريب الجوالات، بل على الع*****نراه يتوسط لروحي فتوح عند المسؤولين الأردنيين لدخول الأردن.

رابعاً : لم يقدم عباس نفسه كزعيم للشعب الفلسطيني، ولم يقف على مسافةٍ واحدة من الفصائل الفلسطينية، وإنما تصرًف كقائد لتنظيم فلسطيني اسمه" فتح"، وكان منحازاً طوال الوقت الماضي لصالح حركة فتح ومواقفها السياسية بغض النظر عن صوابيتها من خطئها.

خامساً : لقد تحدث عباس بلغة سوقية و منحطة أكثر من مرة ، تجاه قائد كبير ورمز من رموز الشعب الفلسطيني وهو الأخ المجاهد خالد مشعل، فتارةً يصفه بالكذاب، وتارةً يتحدث عنه بلغةً شوارعيةً لا تصدر إلا عن" الزعران" وبشكل مسيء فيه من الإسفاف والانحطاط ما لا يمكن أن نقبل به من رئيس فلسطيني.

سادساً : لم يتصرف عباس كقائد يتحمّل مسؤولياته ، ويتجاوز عن السفاسف و الصغائر، فتارةً يؤلف القصص ويفبركها، وتارةً أخرى يتعامل بمنطق الحقد، وليس بمنطق التسامح، فعندما يقال له - على سبيل المثال- لماذا لا تقابل خالد مشعل؟ يقول إنني لا أستطيع أن أقابل شخصاً تورط في التدبير لمحاولة اغتيالي ،علماً أنه أن هذا الكلام ليس له أساساً من الصحة ،وهو كذب وافتراء، وحتى لو سلّمنا أن الأخ خالد مشعل متورط في المحاولة المزعومة لاغتياله، فلماذا نراه يتجاوز ويصمت عن الاغتيالات التي قام القادة الإسرائليون بها ، ضد القيادات الفلسطينية ونجده يقابلهم ويعانقهم، كأن شيئاً لم يكن .
كل هذه الاعتبارات تدفعنا لرفض إعطاء الثقة لمحمود عباس .

هناك مقارنات تجري بين الوضع في الضفة الغربية و الوضع في قطاع غزة، كيف تقارنون بين الوضعين ؟
يعيش قطاع غزة حالة غير مسبوقة من الاستقرار الأمني, ولك أن تذهب إلى قطاع غزة حتى تدرك هذه الحقيقة التي يدركها كل مواطن غزي، فالذين كانوا يقودون ويديرون قطاع غزة من الأجهزة الأمنية البائدة هم الذين كانوا وراء الفوضى الأمنية، أو ما عرف باسم "الفلتان الأمني"، فهم كانوا عبارة عن عصابات تبتز الناس, وتسرقهم، و كانوا يهرّبون المخدرات والأموال، ويقفون وراء معظم الجرائم الموجودة.
أما الضفة الغربية, فهي التي يعيش فيها المواطن الفلسطيني بين مطرقة الاحتلال الصهيوني وسندان سلطة باعت نفسها للاحتلال، لأن من يقوم بجولات ومداهمات أمنية مشتركة بينه وبين الإسرائيليين، ويقول لهم: إن عدونا المشترك هو حماس. لا يمكن أن يوصف إلاّ بهذا الوصف.
كان الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية هو أحد المطالب التي وضعتموها تحت بند تهيئةالظروف لإنجاح حوار القاهرة، فكيف كان التجاوب مع هذا المطلب من قبل الراعي المصري؟
المؤسف أن الراعي المصري لم يمارس ضغوطاته على "سلطة دايتون". بل أبدى تفهماً لعمليات الاعتقال التي تجري في الضفة الغربية، و هو أمر أثار استغرابنا و استهجاننا.

ألا تحمّلون مصر فوق طاقتها بهذا الطلب ؟
لا نحمّل مصر فوق طاقتها، ولكننا ندرك جيداً أن مصر بنفوذها وتأثيرها على محمود عباس وبطانته قادرة على أن تلزمهم إذا أرادت الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.

صرح توفيق الطيراوي لإحدى الصحف الإسرائيلية قائلاً "إننا ما زلنا أعداء مع حركة حماس" ، أمّا "عقل السعدي" مدير المخابرات العامة في الضفة الغربية فيقول "إن ما يقوم به جهاز المخابرات العامة الفلسطينية بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بهدف استتباب الوضع الأمني لأبناء شعبنا" ... ما تعليقكم ؟
بالنسبة لتوفيق الطيراوي، أقول له: لا يجوز لشخص ساقط أخلاقياً مثل توفيق الطيراوي أن يتحدث بهذا الحديث،
فتوفيق الطيراوي قام باستدراج أحد كبار المسؤولين الفلسطينيين في ديوان الرئاسة الفلسطينية عند محمود عباس، وأسقطه عبر فتاةوتم تصويره معها في أوضاع مخلة ومهينة و مشينة،و بعد ذلك قام بابتزاز هذا المسؤول وتهديده، وتلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لمحمود عباس فقام بإقالته.
شخص بهذا المستوى من السقوط الأخلاقي لا يجوز له أن يتحدث وأما الأسماء الأخرى مثل شخص اسمه ذياب العلي، وعقل السعدي، وغيرهم، فهؤلاء لا يقلّوا سقوطاً أخلاقياً عن الطيراوي، ولهم أفعال مشينة جداً خصوصاً بالتعاون مع الاحتلال الصهيوني والتنسيق معه.

ما تقييمكم لحملة "إشراقة وطن" التي نفّذتها الأجهزة الأمنية في مدينة الخليل ؟
العنوان الصحيح لهذه الحملة ينبغي أن يكون "إظلامة وطن"، وليس "إشراقة وطن"، فهؤلاء الذين يتباهون بإنجازاتهم لضرب حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية فقدوا آخر ذرة من ذرات الحياء، و الكرامة، والوطنية، والشخصية، وعلى هؤلاء أن يعرفوا أن مصيرهم سيكون مصير أسلافهم الذين فرّوا من قطاع غزة إلى رام الله وإلى بعض العواصم العربية، وبالتالي لا ينبغي لهم أن يفخروا كثيراً، وأن يستعجلوا الشعور بنشوة الانتصار، فهم سيدفعون- بإذن الله- ثمناً باهظاً، وسيكون مصيرهم مصير دحلان والطيراوي والمشهراوي وأبو شباك وماجد أبو شمالة وطارق أبو رجب وغيرهم من القيادات الفارّة من قطاع غزّة.

يتوقّع بعض المراقبين انتفاضة شعبية في الضفة الغربية تحاكي إلى حدٍّ ما عملية الحسم العسكري التي جرت في قطاع غزّة، ماذا تقولون على هذا الصعيد؟
الانتفاضة في المرتين الأولى والثانية كانتا ضد الاحتلال الصهيوني وليست ضد السلطة، فإذا كانت هناك انتفاضة ستكون ضد الاحتلال، وأي انتفاضة سيكون من نتائجها واستحقاقاتها هروب أدوات الاحتلال، لأنهم أصبحوا يمثّلون حالة مندمجة مع الحالة الصهيونية، ومصيرهم كمصير الصهاينة المحتلين.
أما بالنسبة للتخويف من الحسم العسكري، فهذه" فزّاعة " يتم إثارتها في كل حين لتبرير القمع الذي يمارسونه ضد حركة حماس، تحت عنوان الحسم العسكري الذي يمكن أن تقوم به حركة حماس.

ولكن كثيراً ما نسمع من بعض قيادات حماس أن صبر الحركة لن يطول ؟
هذه تصريحات حقيقية، وهي تصريحات تحذيرية قبل وقوع الفأس بالرأس، وسبق لحركة حماس في قطاع غزة أن حذّرت بأن صبرها سينفد، وبأنه لا يمكن السكوت على حالة التمرد الذي يشهدها قطاع غزة من قبل الأجهزة الأمنية التي كانت موجودة حينذاك، ولكن لم يلتفت أحد إلى هذه التحذيرات، فكانت النتيجة أنهم فوجئوا بحماس تحسم الصراع خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة.
وفي الضفة الغربية، هناك صفارات إنذار تريد حركة حماس أن توصلها إلى الأجهزة الأمنية "الدايتونية" ، فلا أحد يستطيع أن يسيطر على أي حالة يمكن أن تنشأ كرد فعل على القمع والتعذيب وحالة الهيجان التي تتعامل معها الأجهزة الأمنية "الدايتونية".

من الممكن إذن تكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية ؟
ليس بالضرورة أن يكون نفس السيناريو، ولكن إذا استمرت حالة القمع و التعذيب و الاستئصال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية "الدايتونية" في الضفة الغربية، فلا أحد يستطيع أن يتوقع الحالة التي يمكن أن تنشأ رداً على ذلك ، وعلى هؤلاء إدراك أنهم يتعاملون مع شعب فلسطيني أشم، لا يرضى الضيم ،ولا الظلم، ولا الذل ، ولا المهانة.

المتابع للحصار على قطاع غزّة، يلاحظ أنه اشتد منذ عملية "الحسم العسكري" في شهر حزيران| يونيو 2007م،و قد وصل الحصار حدّاً غير مسبوق؛ من المسؤول عن هذه الحالة؟
المسؤول الأول و الأكبر عن الحصار هو الاحتلال، فلا يجوز أن نرفع عنه هذه المسؤولية ،وأن نبرئه ،فأساس الحصار هو وجود الاحتلال، ولكن في نفس الوقت لا يمكن لنا أن نتجاوز أو أن نقفز عن جهات متواطئة مع الاحتلال، وفي مقدمتها جهات فلسطينية محلية، و تحديداً سلطة "دايتون" في رام الله، إضافةً إلى بعض الدول العربية التي تشارك بحصار الشعب الفلسطيني، هذه الأطراف تتحمّل جميعها المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والفعلية، وإن كان بنسب ودرجات متفاوته فيما بينها . وفي هذا السياق ، لا بد من استنكار تصريحات محمود عباس ، التي وصف فيها سفن كسر الحصار بـ "اللعبة السخيفة"، وهو ما يعبّر عن مدى الانزعاج والاستياء الذي يشعر به عباس إزاء أي محاولة لكسر الحصار.

ما رأيكم في قرار المجلس الوزاري العربي بإرسال قافلة مساعدات إغاثية إلى القطاع؟
ينطبق على هذا القرار المثل العربي ، الذي يقول:
"تمخضّ الجبل فولد فأراً"؛ فمن العيب أن يتم التعامل مع قضية مثل قضية الحصار بهذه الطريقة، فيكون دور الدول العربية مماثل لدوريمكن أن يقدمه شخص واحد ثري، ومع تقديرنا لسوريا صاحبة الاقتراح، وتثميننا لدورها المتميز فإننا نرى أن هذا الموقف لا يمثل بأي حال من الأحوال الحد الأدنى مما نطلبه من العرب.

هل تجاوز الوزراء العرب بذلك مطالبة مصر بفتح المعبر ؟
ما تفتقت عنه الذهنية العربية حتى الآن هو تسيير قوافل إغاثة، أما أن تفتح مصر معبر رفح، فهذا أمر يبدو أنه أصبح من المحرمات ولا يمكن لأحد الاقتراب منه.

يرى البعض أنّ الحصار باقٍ ما بقيت حماس في الحكم، وراج الحديث مؤخّراً عن حكومة فلسطينية جديدة "تفكّ الحصار"، إلى أين تتّجه الأمور؟
كل المحاولات الآن تهدف إلى إخراج حماس من الملعب السياسي وتجريدها من الشرعية السياسية بأي صورة من الصور وبأي شكل من الأشكال، وكل المناورات التي تجري الآن على المستوى السياسي، وعلى المستوى الميداني تهدف إلى تحقيق ذلك.

ما هي أدوات القوّة التي تمتلكها "حماس"؟
حماس تمتلك مجموعة من الأدوات القوية؛ الأولى، هي المقاومة، فحماس وإن كانت تمر الآن في مرحلة تهدئة، ولكن أداة المقاومة لا تزال موجودة بيدها، أما الثانية، فهي الالتفاف الجماهيري والشعبي حولها، فحركة حماس جاءت عبر صناديق الاقتراع وبتصويت شعبي كاسح، وعلى الرغم من كل استطلاعات الرأي الكاذبة والمفبركة التي نسمعها عن تدني شعبية حركة حماس، أستطيع القول بكل ثقة: ان حماس لا تزال تحظى بتأييد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني على الأقل، أمّا الثالثة، فهي أن حماس تحتجز الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهذه أداة قوية لا تزال تمسك بها على الرغم من مرور عامين ونصف على أسره وكل الجهود الاستخبارية و الأمنية لم تفلح في الوصول إليه. و من الأدوات المهمة أيضاً هي تعاطف الرأي العام العربي والإسلامي مع حركة حماس ... هذه كلها عوامل قوة بالنسبة لحماس في ميدان الصراع و المواجهة مع العدو وأذنابه وعملائه .

برأيكم؛ هل كان منع البحرية الصهيونية للسفينة الليبية بسبب الخشية من تحركات عربية مماثلة، أم أن السبب كان فعلاً كبر حجم السفينة وقدرتها على حمل وسائل حربية؟
منع السفينة الليبية ليس بسبب حجمها ، ولا فيما يمكن أن تحمله، لأنه بكل بساطة يمكن تفتيش هذه السفينة والتأكد من محتوياتها ، ولكن السبب الحقيقي هو أن الإسرائيليين لا يريدون كسر الحصار ،ويؤسفني القول بأن هناك أطرافاً عربية متواطئة مع الإسرائيليين وهي معنية بعدم وصول أي سفينة عربية إلى القطاع المحاصر.
هذه الأطراف متحالفة وداعمة لسلطة دايتون في رام الله، وتعتقد أنه ليس من مصلحتها أن تكون حماس هي صاحبة الكلمة الأولى في قطاع غزة، ولهذا هي معنية بإسقاط حماس، كما الإسرائيليين، وكما هي سلطة عباس.

ألقت أزمة حجاج القطاع بظلالها على المشهد مؤخّراً؛ البعض لام المملكة العربية السعودية لأنها لم تمنح التأشيرات لحجاج القطاع، من يتحمّل مسؤولية منع هؤلاء من حجّ بيت الله الحرام؟
الذي يتحمّل هذه المسؤولية بالدرجة الأولى هي سلطة عباس، وبالدرجة الثانية من يغلق المعبر على الحجاج ويمنعهم من الخروج إلى المملكة العربية السعودية، وتجدر هنا الإشارة إلى أنّ السعودية لم تمنحهم التأشيرات بناءً على موقف سلطة عباس في رام الله، وبناءً على موقف إحدى الدول العربية.

ألا ترى أن السبب الحقيقي هو عدم الاعتراف بشرعية حكومة الأستاذ إسماعيل هنية؟
ليس الفاصل في قضية الحجاج اعتراف المملكة بحكومة الأخ إسماعيل هنية من عدمه، ولكن الفاصل أن هناك حجاجاً في قطاع غزة وأن هؤلاء الحجاج ينبغي أن يذهبوا لأداء فريضة الحج، وكان يمكن للمملكة العربية السعودية التخلّص من هذه المشكلة أو هذه العقدة والحيرة بين سلطتين كل منهما يدّعي الشرعية، وأن تقوم هي بالإشراف على مسألة الحجاج، من قطاع غزة وتطبيق المعايير التي عادةً ما تحرص المملكة عليها، ولكن الإخوة في المملكة تركوا هذا لسلطة "دايتون" في رام الله التي قامت في النهاية باختيار قائمة من الحجاج خارج إطار عملية القرعة التي تمت بنزاهة و شفافية داخل قطاع غزة.

ولكن الحكومة السعودية أصدرت بياناً قالت فيه: إنها تستهجن ادّعاءات حماس بأنها رفضت منح حجّاج غزّة تأشيرات الحج؟
من المؤسف أن هناك تسرعاً وقع في التعليق على تصريحات نسبت إلى أحد رموز حركة حماس، وتبينَ أن هذه التصريحات المنسوبة إليه غير صحيحة، وأنها مزوّرة و تهدف إلى الإيقاع بين حماس و المملكة العربية السعودية.

من يقف وراء نشر هذا التصريح "المكذوب" ؟
نحن نتهم سلطة "دايتون" في رام الله بالوقوف وراء هذه التصريحات المزيّفة؛ خاصّة أنّ لديها "ماكينة"إعلامية تقوم بتزوير البيانات و المواقف. وأعتقد أن هناك جملة من الأخبارالتي قامت سلطة رام الله بفبركتها لمحاولة تشويه صورة حركة حماس لدى الرأي العام، وسأضرب على ذلك مثالين، الأول، الرسالة التي تمّ فبركتها على لسان "كوندليزا رايس"، وأنها رسالة وجهت من قبلها إلى خالد مشعل، وتبَين أن هذه الرسالة لا أساس لها من الصحة، وأما الخبر الثاني ما قيل بأنني ذهبت إلى قطر، وقمت بتسليم وزير الخارجية القطري رسالة من الأخ خالد مشعل لتوصيلها إلى أوباما، وهذا لم يحدث أبداً ، فلم أزر قطر، ولم أقم بتسليم المسؤولين هناك أية رسالة إلى أوباما، وقس على ذلك جملة من الأخبار والتقارير الكاذبة التي يقوم بها صحفيون مرتزقة ،ومنتفعون، ومرتشون.

كل التحركات والاعتصامات والمناشدات جاءت بما لا تشتهي انفسكم، وحجّاج غزّة لم يحصلوا على تأشيرات الحج ولم يذهب حاج واحد من قطاع غزة ...... ما هو تعليقكم ؟
لا نستطيع إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ونقول للإخوة الحجاج الذي أرادوا أن يحجوا ما يدريهم لعل الله تعالى يرزقهم أجر الحجيج لنيتهم الصادقة، وفي النهاية فريضة الحج ربطت في ديننا الإسلامي بالاستطاعة، وقد بذل الحجاج ما عليهم، وبذل الإخوة في حكومة الأخ إسماعيل هنية ما عليهم ، ولكن مشيئة الله أرادت غير ذلك ، فلاحول ولاقوة إلا با لله .

شنّت صحيفة الأهرام المصرية هجوماً إعلامية غير مسبوق على "حماس" في افتتاحياتها والسبب -وفقاً للصحيفة- هو أزمة الحجّاج المشار إليها، ما هو رد كم على هذا الهجوم ؟
هذا المقال لم يكتبه أسامة سرايا، إنما كُتب من قبل إحدى الجهات الرسمية، وتم إرساله إلى أسامة سرايا لينشره في "رأي الأهرام"، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم كتابة مثل هذه المقالات من أسامة سرايا أو من غيره ولهذا نحن نرى أن مثل هذا المقال يع*****حالة التوتر التي أصابت الجهة التي كتبت المقال بعد فشلها في استدراج حركة حماس للتوقيع على ورقة التمديد لولاية محمود عباس.

الهجوم على حركة حماس لم يقتصر على جريدة "الأهرام" ،فقد وجّه َ شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي انتقاداً لحركة حماس، واتهمها بمنع الحجيج في قطاع غزة من الجح ؟
من المؤسف أن شيخ الأزهر ، الذي هو أكبر مرجعية إسلامية سنية رسمية يقوم بمصافحة شمعون بيرز "جزار" قانا، المجرم الملطخة أيديه بدماء الفلسطينيين واللبنانيين، دون إعطاء أي اعتبار لدماء الشهداء التي سالت في فلسطين ولبنان وكان مسؤولاً عنها شمعون بيريز، أما الاعتذار بأنه لا يعرف شمعون بيريز، فهو عذرٌ أقبح من ذنب، ومن يدقق في الصورة الملتقطة له مع بيريز يشعر بالحميمية التي صافحه فيها .
كنت أتمنى على شيخ الأزهر أن يقدَم اعتذاره للشعب المصري ،والأمة العربية والإسلامية، ولدماء الشهداء، ولأهالي الشهداء الذين لم يحترم دماء أبنائهم الطاهرة.
أما الحملة التي توَرط فيها شيخ الأزهر ضد حماس عبر الإشارة إلى أنه لا يجوز منع الحجاج من أداء فريضة الحج، فمن المؤسف أنه تورط في الأكذوبة التي تحدَثت عنها بعض سائل الإعلام بأن حماس منعت الحجاج، فأقول له، أتمنى عليك أن تعطينا الحكم الشرعي في منع الدواء والغذاء والماء و الكهرباء عن مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، وأذكّره بحكم المرأة التي منعت الطعام عن الهرة فلم تطلق سراحها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض فدخلت بها النار، أظن أنه على شيخ الأزهر أن يقصّ هذه الحادثة على المسؤولين عنده، حتى يدركوا أن جريمة قتل الإنسان بحرمانه من الدواء والغذاء و الماء أعظم بكثير من الجريمة المزعومة.


منظمة التحرير الفلسطينية .. المرجعية المفقودة

توافق الفرقاء الفلسطينيون على إعادة بناء م.ت.ف في إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة؛ وحتى الآن لا شيء.. من هوالمسؤول عن ذالك ؟
المسؤول عن عرقلة هذا التقدم هو محمود عباس وبطانته، ويلقى ذلك تأييداً من بعض الدول العربية، فمحمود عباس لا يريد إدخال أي فصيل آخر للمنظّمة بالذات حماس والجهاد الإسلامي.
هم يريدون أن تبقى منظمة التحرير الفلسطينية كما هي عليه الآن، عبارة عن ديكور ديمقراطي وهيئات كرتونية غير حقيقية، وهم مرتاحون لهذه الوضعية.
إذا كانت المنظّمة ممثّلة برئيس لجنتها التنفيذية لا تريد انضمامكم إليها، فلماذا الإصرار الدائم على إعادة بناء المنظمة ؟
ليس من حق محمود عباس أن يمنع أي فصيل فلسطيني من دخول هذا الإطار الوطني خاصة عندما يشدّد محمود عباس على أن هذا الإطار هو الممثل "الشرعي" والوحيد للشعب الفلسطيني، فكيف تريد لنا أن نقبل بإطار فلسطيني وهذا الإطار نفسه محجوب، عنا ولا نستطيع دخوله!

هل هناك "فيتو" عربي أو دولي على دخولكم أطر المنظّمة؟
هناك فيتو إسرائيلي وأمريكي وفيتو من بعض الدول العربية على دخول حركة حماس للمنظّمة، هم يريدون إخراج حركة حماس من السلطة الفلسطينية الآن فكيف يقبلون دخولها في منظمة التحرير؟!

في النهاية؛ ألا يحتاج الشعب الفلسطيني خاصّة في دول اللجوء إلى مرجعية تؤطّر جهودهم، وتعبّر عنهم؟
هم يعتبرون أنهم ممثلون لهؤلاء اللاجئين الملايين الستة من اللاجئين، فهناك فريق خطف منظمة التحرير الفلسطينية ولا يريد لأحد أن يفك أسر المنظمة المخطوفة، ونحن مهمتنا العمل على تحرير المنظمة من هؤلاء الخاطفين الذين لم نكن لنمانع في خطفهم منظمة التحرير لو أن هذه المنظمة هي منظمة عادية، ولكن منظمة تزعم تمثيلها للشعب الفلسطيني وتتحدث باسمهم أمام الهيئات الدولية ويراد منا أن نستسلم لذلك؟ سنستمر في محاولاتنا بكل الوسائل الممكنة لتحرير منظمة التحرير الفلسطينية من خاطفيها.

إذن هناك إصرار من طرفكم على إعادة بناء المنظمة؟
هناك إصرارٌ ليس من طرفنا فحسب، بل من حماس ومعظم الفصائل الفلسطينية، والذي لا يريد إعادة بناء منظمة التحرير هو تيار متنفّذ في حركة فتح يقف على رأسه محمود عباس، لأنه المستفيد الوحيد من بقاء المنظمة على هذه الحالة،إضافة إلى بعض الشخصيات والتنظيمات الفلسطينية الصغيرة التي تقبض مكافأتها ومخصصاتها في نهاية كل شهر من محمود عباس، هذه هي القوى هي المستفيدة من بقاء المنظمة على ما هي عليه الآن.

هل بات من المحرمات التفكير في مرجعية جديدة ؟
ليس محرماً التفكير بأي بديل أو بأي إطار آخر، ولكن نحن نريد إعطاء الأولوية لمحاول إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وعدم السماح لهؤلاء الخاطفين بأن يستمروا في اختطافها، وعندما نصل إلى حالةٍ من العجز الكامل في استرداد منظمة التحرير من خاطفيها، علينا حينئذٍ أن نتشاور مع كل القوى الفلسطينية الفاعلة من فصائل وشخصيات، وأن نطرح عليهم ما وصلت إليه،هذه الجهود وما هي الخيارات التي يمكن أن نتعامل معها إزاء هذا الأمر.

المفاوضات ... وسيلة وتكتيك أم إستراتيجية دائمة ؟
هل لحماس موقف مبدئي يجرّم التفاوض؟
من حيث المبدأ، فإن تجارب الشعوب تقول بأن حركات التحرر الوطني في التاريخ المعاصر تفاوضت مع العدو أو مع المحتل أو مع المستعمر، ولكن التفاوض دائما يكون لبحث كيفية خروج المستعمر من الأرض التي احتلها، وهذا ما جرى مثلاً بين الفيتناميين والأمريكان، وهو ما جرى بين الفرنسيين والألمان، حيث كان التفاوض يجري لإخراج المحتل أو المستعمر.
أما الذي يجري في الحالة الفلسطينية فهو أن المفاوضات تتمّ لتكريس الاحتلال وليس لإخراجه، و المفاوضات التي تمت، أنتجت في مرحلتها الأولى والانتقالية التنازل عن أكثر من ثمانين في المائة من الأرض الفلسطينية وما تبقى من أرض فلسطينية يتم التفاوض حولها الآن.

بعد مؤتمر "أنابوليس" الذي عقد بولاية "ميريلاند" الأمريكية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، جاء عقد مؤتمر المانحين في 17 كانون الأول /ديسمبر من العام نفسه؛ ألا يعدّ ذلك حراكاً مهمّاً لعملية المفاوضات الممتدة منذ سنين؟
بعد مرورعام كامل على مؤتمر" أنابوليس"، يمكن أن نقول عن النتيجة أننا سمعنا جعجعةً ولم نرَ طحناً.

ولكن عباس طلب 4 مليارات وحصل على أكثر من 7مليارات في مؤتمر المانحين في باريس المنبثق عن "أنابوليس"ألا يعد ذالك إنجاز ؟
فلنتحدث عن مؤتمر أنابوليس على مستويين، الأول هو المستوى السياسي، والذي يتعلّق بالمفاوضات؛ ما الذي نتج عن مؤتمر أنابوليس؟ المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، والدليل أن جورج بوش وعد بالدولة الفلسطينية قبل نهاية 2009 وحتى الآن لم نر الدولة الفلسطينية، كل ما رأيناه هو إعلان رئيس دولة فلسطين دون أن نرى هذه الدولة على الأرض، المسألة الأخرى بالنسبة للمليارات التي تم الوعد بها، فهذه المليارات حتى الآن لم تر النور، فهناك الحديث عن مئات الملايين وليس عن المليارات، والأمر الآخر أن هذه المليارات معظمها موجّه إلى الأجهزة الأمنية بقصد تصفية المقاومة الفلسطينية، أما انعكاسات هذه المليارات على الشعب الفلسطيني فلم نرها .. على سبيل المثال هناك مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة يتضوّرون جوعاً، ويعانون من انقطاع الماء والكهرباء والدواء والغذاء فما هي انعكاسات ذلك عليهم؟! حتى في الضفة الغربية التي توجد فيها سلطة "دايتون"، فوضعها ليس وضعاً صحيحاً، ولا صحياً، ولا سليماً، فبالتالي لا مؤتمر أنابوليس، ولا مؤتمر المانحين يمكن أن نقول بأنهما شكلا تقدّماً بالنسبة للإنسان الفلسطيني.

جميع الأطراف المعنية بالمفاوضات بمن فيهم رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع أقروا باستحالة الوصول إلى توافق في نهاية العام، علام يراهن المفاوض الفلسطيني في مفاوضاته إذن ؟
ما يسمى كبير المفاوضين الفلسطينين صائب عريقات، له كتاب جديد صدر اسمه (المفاوضات حياة). ولأول مرة أسمع أن الحياة هي مفاوضات، وهذا إن دل فإنما يدل على مركزية المفاوضات بالنسبة للقيادة الفلسطينية ... المفاوضات لم تكن في يوم من الأيام إستراتيجية لأي حركة تحرر وطني، المفاوضات هي وسيلة لتحقيق هدف إستراتيجي، والإشكالية عند هذه القيادة الفلسطينية أن أولوياتها انقلبت، وأن إستراتيجياتها تبدّلت، فبدلاً أن تكون إستراتيجيتها هي إستراتيجية تحرير، أصبحت إستراتيجية مفاوضات، والسبب في ذلك أنهم غير مستعدين للمقاومة ،غير مستعدين لاختيار درب ذات الشوكة، هم مستعدون لشيء واحد فقط أن يبقوا دائماً على طاولة المفاوضات. وبرأيي أنّه ولأول مرة في تاريخ كل حركات التحرر، يكون الخطاب السياسي لحركة التحرر هي أن المعركة على طاولة المفاوضات، يعني أنها لم تعد في الميدان،ولكنها معركة على طاولة المفاوضات.

هل من صلة بين الانقسام السياسي الفلسطيني، و الإصرار على استمرار المفاوضات مع الجانب الصهيوني؟
هم يتحدثون عن المفاوضات كنهج قبل الانقسام السياسي، فهؤلاء طلّقوا المقاومة منذ زمن، وأصبح خيارهم خياراً واحداً هو المفاوضات، وهنا أود أن أتحدث عن محمود عباس شخصياً ،فهولا يؤمن بالمقاومة العسكرية، وقناعته التامة أنه هذه المقاومة لا تأتي بأية نتيجة.

تشير التوقعات إلى قدوم اليمين الصهيوني في الانتخابات القادمة للكيان الصهيوني ؛ ما هي انعكاسات هذا الأمر على سير المفاوضات؟
لاشك أن قدوم نتنياهو يمثّل مأزقاً جديداً يضاف إلى المآزق التي تعيشها هذه القيادة، التي كانت تتمنى أن يبقى أولمرت، وحقيقةً إذا كان هناك شخص أصيب بمصيبةٍ كبيرة، فهو محمود عباس، فعندما استقال أولمرت بفعل الفضائح والتهم الموجهة إليه قلت لبعض أصدقائي، بأننا ينبغي أن نعزَي محمود عباس، وأن نقول له "عظّم الله أجرك" ،لأن صديقك أولمرت قد تم إبعاده عن سدّة الحكم ،ولهذا الآن هناك مصيبة كبرى قادمة على عباس،و هي أن نتنياهو واليمين المتشدد على الأرجح قادم ، وهو ما يعني أن الصورة ستكون سوداء و قاتمة بالنسبة للمفاوض الفلسطيني.

هل من تأثير في ذلك على حماس ؟
حركة حماس ليست معنية بطبيعة من يتولى الحكم في المجتمع الصهيوني، بسبب قناعاتنا أن هناك إستراتيجية واحدة عند القوى السياسية الصهيونية، الليكود والعمل وكاديماوشاس وغيرهم، والخلاف بينهم هو خلاف تكتيكي، أمّا صراعنا معهم فهو صراع جذري وإستراتيجي،وبالتالي فإن الخلاف التكتيكي لا يؤثّر في المسار الاستراتيجي، فلو كان الخلاف خلافاً إستراتيجياً بين هذه القوى لأمكن الحديث عن شيء آخر.

في المبادرة التي قدّمها الشهيد أحمد ياسين عام 1998م، قبلت حماس بحلٍ مرحلي يقوم على أساس دولة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 67، اليوم هناك جديد على الأرض؛ هل من الممكن أن تقدّم حماس مبادرة جديدة تتعامل مع الواقع الجديد؟
ليس المطلوب منا تقديم مبادرات جديدة ،لأن تقديم مبادرات في وقت يرفض فيه الطرف الآخر التعاطي معها أمر غير مجدٍ، برأيي أن الكيان الصهيوني غير جاهز وغير مستعد للتعامل مع أي مبادرات جدّية، والكيان الصهيوني يريد كسب الوقت لنفسه باستمرار الاستيطان، وبناء الجدار، وتهويد الأرض، وتهويد القدس وإفراغها من سكانها، هذه هي الاستراتيجية التي يتعامل معها الكيان الصهيوني في الوقت الذي يشغلنا نحن الفلسطينيين بالمفاوضات، وليس لديه مانع في استمرار المفاوضات عشرات السنين مقابل أن يقوم هو بتكريس الوقائع على الأرض، هذه هي المعادلة التي يريدها الإسرائيلي، ولهذا ليس من الحكمة أن نقوم نحن بتقديم مبادرات لن يكون لها أي صدى عملي على صعيد القضية بشقيها، الأرض والإنسان.

الثوابت في خطر

كيف ترى حماس ما تتعرّض له القدس من تهويد وإزالة لكل المعالم العربية والإسلامية ومثالها الذي يحضرنا ما تعرّضت له مقبرة "مأمن الله" مؤخّراً على سبيل المثال؟
ما تتعرّض له مدينة القدس هو جزء لا يتجزأ مما تتعرّض له فلسطين وتحديداً الضفة الغربية، لأن الإسرائيليين يتعاملون مع الضفة الغربية على أنها عمق إستراتيجي، والقدس جزء لا يتجزأ من هذه الأرض، ولهذا هم معنيون بتغيير معالم القدس، وأن لا تبقي هناك أي ملامح أو معالم تدل على عروبة وإسلامية القدس، ولهذا مخططهم لتهويد هذه المدينة مستمر منذ عشرات السنين، وسيستمر حتى يحسم الصراع بيننا وبينهم بشكل نهائي.

في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'هآرتس' العبرية؛ قال عبّاس "نحن ندرك أننا إذا طلبنا منكم (الكيان الصهيوني) أن يعود الخمسة ملايين إلى (إسرائيل) ستنهار. ولكن يتوجب أن نتوصل إلى تسوية، ومعرفة على أي أرقام يمكنكم أن توافقوا"، هذه التصريحات وغيرها من الاتفاقات التي تسرّبها بعض وسائل الإعلام تدلل على أن مسألة اللاجئين باتت في خطر حقيقي غير مسبوق؛ ما موقف حماس من هذه القضيّة؟
موقف محمود عباس من اللاجئين الفلسطينيين ليس جديداً، وهو موقف مريب ومشبوه، إذ إنه يتحدثَ منذ أن عرفناه في مجالسه الخاصة أن الواقعية تقتضي بأن نتعامل بمنطق آخرفي مسالة اللاجئين الفلسطينيين،حيث يقول بأنه لا يمكن للإسرائيليين القبول بإعادة ستة ملايين لاجئ فلسطين، وبالتالي هو يتفهَم رفض الإسرائيليين لإعادة هذا العدد من اللاجئين الفلسطينيين.
ما قاله عباس في العلن ولصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يقول أكثر منه في مجالسه الداخلية، ولعلّي لا أذيع سراً إذا قلت بأن هذا الموقف من العوامل التي أثارت ريبة الأردنيين الذين وجدوا في هذا الموقف "العباسي" ما يثير حفيظتهم، ويثير كوامن القلق عندهم بأنهم يرون بأن التفريط في قضية اللاجئين سيكون على حساب المصالح الوطنية الأردنية.

هل كان "الملتقى العربي الدولي لحق العودة" الذي عقد في دمشق نهاية الشهر الماضي جزءاً من مقاومة مشاريع التوطين؟
الملتقى العربي والدولي لحق العودة الذي عقد في دمشق كان تظاهرةً سياسيةً كبيرة، وكان له رسائل سياسية بليغة وعميقة تفيد بأن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم متمسّكون بحق العودة للشعب الفلسطيني، ولعلّ توقيت هذا الملتقى مهم جداً أنه يأتي في الوقت الذي يتم فيه تسريب معلومات لمحاولة تهيئة الرأي العام الفلسطيني والعربي و الإسلامي لحلٍّ ما يتعلّق بحق العودة للاجئين، ولهذا جاءت هذه الرسالة البليغة جداً، وهوما يفسّر ردة الفعل القوية التي صدرت من بطانة محمود عباس، حيث تجرّأ شخص مثل أحمد عبد الرحمن ليقول أن عقد هذا الملتقى في سوريا يعد تدخلاً سورياً وقحاً ،وتصريحات مماثلة لعزام الأحمد، وبالتالي ردة الفعل العنيفة هذه تعَبّر عن شدة الانفعال والتوتر التي أصابت هؤلاء بسبب عقد هذا الملتقى.

نظرة إلى العلاقات الدولية والإقليمية

هل ترون في انتخاب باراك أوباما متغيّراً إيحابياً بالنسبة للموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية؟
ما يمكن ملاحظته في الفوز الذي حققه باراك أوباما أنه جاء بشخص أسود ولأول مرة في التاريخ الأمريكي إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولا شك أن هذا يعد تحَولاً إيجابياً، ذلك أنه لا يمكن لأحد أن يتصوّر حجم العنصرية التي كانت ضاربة أعماقها في المجتمع الأمريكي في العقود الماضية، ولا شك أن هذا التحول على المستوى الإنساني مهم جداً.
المسألة الثانية التي ينبغي الإشارة إليها ، أن هذه النتيجة هي هزيمة سياسية مرّة لتيار المحافظين، هذا التيار الذي كان نافذاً في الحقبة "البوشية" خلال الأعوام الثمانية، حيث قاد الحرب على أفغانستان، والحرب على العراق، وتصرّف بعقلية "الكاوبوي" الأمريك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال :: تعاليق

رياحين الجنة
رد: لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال
مُساهمة الثلاثاء مايو 31, 2011 5:03 am من طرف رياحين الجنة


تقرير أكثر من رائع
أسلوب ممتاز وتلخيص كافي ووافي
أخي عبد الكريم
الله يحفظك ويحميك .ويحرر فلسطين كلها اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآمين.
ونحن من المتابعين لأخبار اليوم.
بارك الله فيك على ما قدمته لنا وعلى مجهودك
دمت برعاية الله وحِفظه
نسأل الله ان يصلح الحال ويوحد كلمة المسلمين
يعطيك العافيه على طرحك الراااقي
بإنتظار جديدكـ
دمت وداااام لنا جميل طرحك
ـ
 

لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ محمد نزال

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» استشهادي قلقيلية الاول صالح صوي نزال فيديو لاول مرة يعرض له على النت
» يوم لقاء الحب
» عيد ميلاد سعيد محمد
» ياحبيبى يا محمد(انشوده)
» تهنئة بمناسبة عيد ميلاد محمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قدسنا :: المنتدى العام :: مدونة المقالات اليومية-
انتقل الى: