في المنفى الحديدي.
أبحثت عن كلمة كي تولد من جديد.
عن نص قد يرتاح فيه قلبك المرهق من شدة الغربة.
يا أنت.
الذي يرتجف.
لا أحد سواك يتعثر ويقع من شدة البرد.
و الهوامش البيضاء.
المتكدسة في وجهك .
ها هو ذا البياض شاسعا ماكرا.
يضغط عليك.
يساومك.
يسخر منك كي ترضخ له.
عبر تبنيك لمنهج الهوامش .
حتى تكف عن مضايقته بكلمات لا معنى لها.
في زمن لا معنى له ولم يكن معنا يوما !.
في منفاك يخذلك الورد بإنحناءات لا تليق بغربة.
لدرجة أن حلمك بات يفكر مليا بطلب اللجوء النهائي من السماء.
لربما كان أسمى من أرض لم تعد تعرف أرضها.
وما يجري فوقها سوى صدفة أو مساومة !.
ما المعنى .؟
يرفض الهامش أن يبتسم.
يذوي عمرك.
فتبتسم الجبال الراسخة.
التي لا تفنى.
ليست أسمى من الزهرة التي تذوي بسرعة.
عندما تتبخر حياتها في أريج العطور '
تطمئن أمك .
و تؤكد لها صحة دعواتها التي تطالب بعودتك إليها طفلا..
كما كنت على الأقل وتبتسم.
ولكن عندما يخذلك الورد.
تبكي .وتبكي .
والدمع لا تراه بل تشعر به وهو يحفر أخاديدا .أخاديد.
في مكب ينبض غربة.
عله يكون مثواك الأخير.
تتوقف عن التساؤل وتصرخ مندهشا .
'إذ كنت قد خسرت كل شيء.
يا من رضيت بكل شيء سوى .
أن يخذلك الورد.
ها أنت في حياة البرد هذه .
تدافع عن حلم تسعى الغربة إلى إقتناصه.
بقهقهات عارية من الإنسانية.
وغربة تسعى إلى فقي عينيك لكي لا تلاحظ ولا تشاهد .
تبحث عن كلمات.
تزيل أكوام التواطؤ والخيبة والتخبط.
تنتفض.
تعثر على كلمة هي 'وطن'.
تداعبها.تقبلها.تهمس بأذنها'.
حبيبتي لا ينقصني.
سوى أنت.
لديني .ألدك .حبيبتي'.
من شدة حزنك وصمتك وعشقك .
المخذول.
تصاب بضربه.
كلمات ترديك على صفحات بيضاء خالية من .
الحميمة.
تتململ.ترتجف.على مشارف هاوية .
أنت تتمسك بالسطور.
تتسلقها سطرا سطرا لكي تنجو من هذا الفراغ الأبيض.
تقع تتشبث بالسطر الأخير.
تستجمع كل قواك.تتسلق مجددا.بصبر.بلوعة.بجرح.
تجفف من الدمع.من الحبر.من عرق يدك.
خفيفا تصل إلى قمة الصفحة تضع عنوانك.
'يخذلني الورد'.
هكذا دون أدنى تردد.
ثم تقفز عن الصفحة صوب السماء .
حيث الغيم مزدان بالكلمات والحنين.
تبتهل'...
مطر.
مطر مفعم بالكلام.
بالموسيقى البدائية حيث لا إيقاع آدمي .
حيث لا فواصل و لا نقاط.
المطر .
هو النغم هو الكلام' في الأعالي أنت.
ولكن بعد قليل ستقترب من أرض الحزن والخراب.
إحتضن الكلمات إتحد بها.لتهبط خفيفا.ناعما.دون أدنى ألم.
ترقص مع وحدتك بقلب يقطر كلمات وموسيقى.
ثم على جذع شجرة عتيقة تستند لتبدأ بالمطر كتابة المعاني.
هذه الأرض.
أرض لا أقل و لا أكثر والسماء كذلك أيضا.
ولكن الكلمات ليست مجرد كلمات نتفوه بها ونكبتها ونعثر عليها.
إنها المعنى الحقيقي للإنسانية.
إذ أنها إما تكون جنة للإنسان أو جهنمه.
قوته أو ضعفه.
هزيمته أو إنتصاره .و
يخذلني الورد والعشق المخذول قوة المقهورين.
وقوت التمرد للتغيير.