[center]فرضت العزلة علي نفسي,
ورغم عزلتي
كانت الأصوات تأتيني,
ترسم لي صورة
كما تصورها غيري,
لم تكن حقيقتي
أو تقرب من الحقيقة.
كانت الصورة
كما يريد غيري أن يراني.
ولم يكن امامي غير أن احتج,
وكان القلم وسيلتي,
فليس لي من وسيلة غيره.
رغم ذلك
كانت أعماقي تضج
بالكلمة
من الومضة
إلي الخاطرة
إلي المقال
إلي الحوار...
الحوار
مع النفس
والحوار
مع الغير,
هكذا كانت مسار الكلمة عندي
تتخذه لكي تصل,
ولكن تري هل أبقيت في نفس غيري شيئاً؟
لا أظن أنها أبقت من شيء,
وإن أبقت فليس إلا المرارة في أعماقي
أيامي
ما كان أشد قساوتك علي نفسي ,
ويا لأعماقي ما أشد ضجيجك
في عزلتك الدائمة
كتبت عليك
حتى لو وضعت طول الأبد في سوق البشر!
أشلائي بقايا حطام الدهر القاسي
أنفاسي لهيب بركان حارق من الماضي
دموعي تبلورت في مقلتاي
وأخذت طريقها المعتاد علي خداي
ذاك الطريق الوعر الملتوي
دموع قهر وحسرة
سكوتي لا يعني إني لا أعي شيئاً
ولكن ما حولي لا يستحق الكلام
هذا ما قيل دوما
وهذا هو الحال
بين السكوت
وتفوه بكلام يجعل الذي
أمامك يموت
فنكتفي بصمت في أحوال عدة
أخرج من زعلتي
لأجد النفوس هيا ذاتها
لم تأخذ عبرة من حياتها
أرجع إلي ما كنت عليه
هاربة من هذا الواقع المؤلم
من الناس
التي اتفقت علي ألا تتفق
يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون
ضرب من المستحيل أن يكونوا قابلين لتغيير
أن تتألم
وتنظر من حولك
وتجد أنك وحيد
لا يوجد من يفهمك
تنظر بستغراب
وبدهشة
ماذا حل بالبشر..؟
سؤال لطالما طرحته
ولكن الجواب أمامي
هذا هو حالهم من البداية
إلي النهاية
التفت يمنة ويسره لا أجد إلا من غفلنا عنه
وهو دائما معنا
يرانا ويحفظنا
ولا ننفك إلا بمعصيته
هذا ما وجدت أن مهما بعدت ارجع
وقبلي في يدي راجية عفوه
وقربة ومغفرته
سطور من حياتي
نقشتها علي أورق الياسمين
لتحكي عني وعن عزلتي
وما أنا فيه
فهل لي ما أصبوا إليه