في إحدى محاضرات اللغة العربية كنا نتناقش في موضوع التعليم في الأردن .. و أساليب التربية .. و انتقلنا من خلال حديثنا أيضا لنتكلم عن البلدان العربية و أخذنا نقارن أسلوبنا بأساليب اليونان القديمة .. و أساليب الغرب الحديثة أيضا ! تبين لنا الفرق الشاسع .. و الفجوة العميقة ! و حين انتهينا من النقاش و أخذنا نحل أسئلة الاستيعاب و التحليل و كان من بين الأسئلة سؤال بدأ بجملة العقل السليم في الجسم السليم .. و هنا .. قررت ان أكتب موضوعا يحمل هذا العنوان ..
لأن هذه الجملة لطالما ترددت على مسامعنا و لطالما حملها آباءنا شعارا يقولونه لنا على مدار الأعوام ..
فعند تناول كوب الحليب .. العقل السليم في الجسم السليم
و عند النوم مبكرا .. العقل السليم في الجسم السليم
و عند ممارسة التمارين الرياضية .. العقل السليم في الجسم السليم
في كل سلوك صحي من سلوكات حياتنا .. العقل السليم في الجسم السليم
إلا في سلوكاتنا السياسية ..
في مباراة كرة قدم .. لا عقل سليم ..
في الانتخابات .. لا عقل سليم ..
في الحوارات التلفزيونية .. لا عقل سليم ..
في المسابقات .. لا عقل سليم ..
في تربيتنا و تعليمنا .. لا نربي عقولا سليمة ..
في أحاديثنا الودية و حتى غير الودية ..
في عتابنا .. في خلافنا .. في حبنا المفرط و كرهنا الميغض .. نفقد العقل السليم ..
فلم نعجب من جسم الأمة العربية ؟؟
جسم غير سليم .. منهك .. متكسر .. على شفا حفرة من النار ..
جسم امتنا جسم ضعيف !! شارف على الموت !!
و مدة صلاحيته شارفت على الانتهاء !! و حان وقت التخلص منه !!!
لا عجب أن جسمك أيتها الأمة العربية غير سليم .. لأن السؤال لا يزال .. أين هو العقل السليم منك ؟؟