ما الفرق بين الطبع والتطبع؟؟؟؟؟؟؟

مما جعلني في إثارة هذا الموضوع ، لما له من اثر و دور فعال في تعرف الإنسان على هويته ، و فهم نفسه بتعمق , و إذا عرفت نفسك تكون بذلك قد وطأت أول سلمه صعودا نحو بناء الذات أولا ، ومن ثم المجتمع الذي تعيشه ..

** "الطبع نرثه والتطبع نصنعه ؟ أي نفعل الخير لأنه من طبعنا؟؟؟ أم تمشيا لاعتقادنا بأخلاق ومبادئ معينه ؟؟؟ و هل هذه العبارة صحيحة : لو لا الاطباع لما استطعنا قيادة الأخلاق ؟؟

ردا على تلك الأسئلة التي طالما شغلت تفكير الكثير ، و جعلتهم في دوامة و متاهات كثيرة ، في حقيقة الأمر النفس الإنسانية في أول النشأ تجبل على الفطرة وكما يقول الحديث النبوي الشريف - بما معنى وليس بصريح لفظ النص - يولد المولود على الفطرة و أبواه هما اللذان يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ....إلى آخره فالإنسان يولد إذاً على الفطرة ، و من خلال أبحاث كثيرة لكبار علماء المسلمين بالرجوع إلى القرآن و السنة عُرِفت الفطرة بالإسلام ، و الإسلام كما يعلم الكل هو نفسه الخير ، إذاً فالمعادلة أصبحت واضحة ...

المولود يولد على الفطرة ، و الفطرة هي الإسلام ، و الإسلام هو الخير ، أي إن المولود يولد على الخير ، هذه هي المعادلة المستنتجة من هذا الشرح ، و التي توصل إليها الباحثين في هذه القضايا .
ثم يأتي دور الأبوين فيحيلون الطفل إلى ما يعتقدونه ، ومن ثم المجتمع يطبعه بأطباع المحيط والوسط الذي يعيشه ولكن الأصل كان هو الفطرة أي الخير.

** " كيف نميز بين العمل الصادر عن طبعنا وعن العمل الصادر عن تطبعنا و أيهما أفضل ؟؟؟ "

و أيضاً هذا التساؤل يشغل الكثير و يوقفهم عند اللحظات و المواقف الحاسمة ..
اعلم أن العمل موازى للسلوك ، والسلوك ينبثق من الخلق ، و الخلق في مقولة احد العلماء هو عبارة عن هيئه في النفس راسخة , عنها تصدر الأفعال بسهوله ويسر من غير حاجه إلى فكر و رويه .

1. فأن كانت هذه الهيئة تصدر منها الأفعال الجميلة عقلا وشرعا سميت هذه الهيئة خلقا حسنا.
2. وان صدر منها الأفعال القبيحة سميت هذه الهيئة التي هي المصدر خلقا سيئا.

*** وكما إن حسن المظهر يكون بتمام جميع الجسم , كذلك حسن الخلق يحصل بأربعة :

1. قوة العلم 2. قوة الغضب 3. قوة الشهوة 4. قوة العدل

فالأولى : يفرق بها بين الصدق والكذب في الأقوال ، و الحق و الباطل في الاعتقادات و بين الجميل والقبيح من الأفعال وبذا تجنى ثمرة الحكمة التي هي رأس الأخلاق الحسنه " ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" .
والثانية : تلزمه حتى تتكون لديه القدرة والاستطاعة ليحقق الصحيح من عدل ويرفع القبيح من ظلم .
الثالثة : فهي شهوة الطعام والبطن و تمام الخلق يكون بالسيطرة على قوة الشهوة والغضب باستخدام القوة .
الرابعة : وهى قوة العدل للموازنة بين القوى الأخرى اعتمادا على قوة العلم التي تنير الطريق إمام قوة العدل.

**** و أخيرا بشأن الطبع والتطبع , فقد أعجبني جدا ما أورده الإمام الغزالي – رحمه الله - في هذا الشأن ، فقد ذكر ما معناه إن الطبع هو سلوك تتكرر على القلب صورته حتى يحفظه القلب ، ويصبح مألوفا لديه و إذا أراد الفرد منا أن يُدخل أو يضيف إلى أطباعه طبعا حسنا قد أعجبه ، فعليه أن يكرر ويكثر من تكرار هذا الطبع حتى يألف القلب صورة هذا الطبع أو الخلق فيصبح جزء من أطباع و أخلاق هذا الفرد ، ويجب أن تتم هذه العملية بإخلاص فالقلب لا يمكن غشه و إلا سيصبح الأمر تطبعا لا أصل له و صدق زهير بن أبى سلمى لقوله:
"
ومهما تكن عند امرئ من خليقة...وإن خالها تخفى على الناس تعلم "

أريد القول هنا :
أن تغير الطباع ممكن ولكن يشترط أن يرفق الأمر الإخلاص في الرغبة بطرد أو جلب أي طبع أو خلق .

[img] ما الفرق بين الطبع والتطبع؟؟؟؟؟؟؟ Hwaa3_1

ما الفرق بين الطبع والتطبع؟؟؟؟؟؟؟ Hwaa3_1

[/img]

or=red]]مع تحياتي شاتيلا [/center]

السلام عليكم مشكورة اختي شاتيلا على هذا الطرح الرائع دام لنا قلمكي المتميز بانتظار المزيد من ابداعاتك الرائعة تقبل يمروري تحياتي

» الفرق بين العشق والحب
» الفرق بين العشق والحب
» الفرق بين جدراننا وجدرانهم !!!!!!!!
» الفرق بين ان شاء الله وانشاالله
» الفرق بين ان شاء الله وانشاالله