منتديات قدسنا
اهلا وسهلا بكم بمنتديات قدسنا شاكرين لكم زيارتكم
ونتمنى منكم التواصل المستمر معنا
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  0654
منتديات قدسنا
اهلا وسهلا بكم بمنتديات قدسنا شاكرين لكم زيارتكم
ونتمنى منكم التواصل المستمر معنا
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  0654
منتديات قدسنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» وحشتوني جدا جدا
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 01, 2019 7:35 am من طرف مصريه وافتخر

» أشخآص في دروبنآ ..!!
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2016 3:30 pm من طرف رياحين الجنة

» لماذا احن للماضي رغم حلاوة الحاضر .!؟
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2016 3:23 pm من طرف رياحين الجنة

» أحزااني ( كل شي راح ) احزاني
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس فبراير 04, 2016 3:07 pm من طرف رياحين الجنة

» همسات
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 6:25 pm من طرف رياحين الجنة

» لاتحزن عندما لايرد على مواضيعك
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 5:59 pm من طرف رياحين الجنة

» حقائق مؤلمة!!!!
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 3:16 pm من طرف رياحين الجنة

» البعض يسير على الرمال بدون أثر
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2015 3:10 pm من طرف رياحين الجنة

» تنظيم الحياة شرط نجاحها
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 07, 2015 9:46 pm من طرف رياحين الجنة

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رياحين الجنة
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
زهرة الاقصى
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
الساكنة في القلوب
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
مصريه وافتخر
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
شاتيلا
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
عابر بلا اثر
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
reem
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
نور
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
دمعة وطن
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
لا ترحل
ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_rcapثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_voting_barثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 36 بتاريخ الخميس يناير 19, 2023 8:32 am
راي
ليس كل ما ينشر في الموقع يعبر عن رأي الإدارة ولكن يعبر عن رأي كاتبه وناقله فقط !

جميـــــع الحقوق محفوظــة لدى ~*¤ô§ô¤*~ منتديات قدسنا~*¤ô§ô¤*~

© 2010* 2011
الساعة

Custom Myspace Clock
المواضيع الأكثر نشاطاً
أذكر الله عند دخولك أو خروجك من المنتدى
غرائب النساء في العالم على مر العصور
انتو بس شوفو الفرق ^_^
ولد يكره المدرسة شوفو شو عمل
عشقته........ اعتراف مني واخيرا احبك
ابتسم فالله ربك
لماذا أحبك ؟؟؟؟؟؟؟
شوية مصطلحات فلسطينية!!!!!!!!!
أعرف صديقك
قصة الاربع شمعات
الزوار
widgeo.net
عداد الزوار
widgeo.net

 

 ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدسنا
عضو عادي
عضو عادي
قدسنا


عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 05/06/2010

ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج  Empty
04112011
مُساهمةثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج

ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج


الكاتب :الشيخ حامد العلي
كتب بتاريخ :2011-11-03 09:06:15


ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج
يوشك بإذن الله _ وتباشير المستقبل البهيج تلوح بالأفـق _ أن يكون موسم الحج مؤتمراً يلتقي فيه قادة نهضـة الأمّـة ، وقيادات الحركات الإسلامية ، والجهادية ، وفصائل المقاومة ، حول البيت العتيـق ،



وقد مكَّن الله لهم دينهم ، وأتمّ عليهم نعمته ، ورضي لهم الإسلام دينـا ، والشريعة نهجا ، والجهاد سبيلا ، وقد تحرَّرت أمَّتـُنا من الطغـاة ، وتجمَّعـت لترفع راية دين الهداة ، بنهج أجـدادنا المجاهدين الأبـاة .



يُخطئ من يرى الحجَّ غيرَ ثورةٍ على الطغيان ، طغيان النزعة الماديّة التي دمـّرت الإنسانية ، وطغيان الإنتماءات العنصرية التي تمزِّق البشرية ،



وطغيان المستبدّين الطغاة الذين يستعبدون البشر لأشخاصهم !!



فينصبون عروشهم كعبةً تُتَّخـذ قبلةً للناس ، ويجعلون حدودَهـم ( السيايكسبيكية ) ممتلكاتٍ خاصّة يأسرون فيها ( عبيدَهم ) ، تحت سياط الطغيـان ، والإرهاب ، والخوف ، والتعذيب .



ويتَّخـذون الأوطان خزائـنَ لثرواتهم التي ينهبونـها من فوق تراب الوطـن ، ومن تحتـه ، وفي أجوائه .



بل الحجُّ هـو عملية التحرير الكبرى للإنسان ، عبـر عمليّة التطهيـر الكامل له ، إذ لاتتمّ عملية التحرير الشامـل ، إلاّ بالتطهير الكامـل من كلِّ أشكال إستعباد البشر لغير خالقهم سبحـانه .



وذلك يتجـلَّى من أوَّل خطوة في الحج ، يطلق فيها الحاج التلبية العظيـمة ، شعـار التوحيد المبجـَّل ، معلنـا أنَّه يستجيب بروحـه وجسـده ، لخالقه وحـده ، لاشريك له ،



فينادي : ( لبَّيك اللهم لبَّيك ، لبَّيك لا شريك لك ) _ والصحيح أنَّ الملبِّي يسكـت هنا هنيْهـةً ، ثم يبدأ الجملة التاليـة بلفظ ( لبيِّك ) _ ثم يقـول الحـاجُّ مجلجـلا :



( لبيك إنَّ الحمد ، والنعمة ، لك ، والملك ، لاشريك لك ) .



أي يقول صارخاً بشعار الحريّـة الجميـل الأعظم : إنَّ الله تعالى وحده هو الذي يملكه ،



وإنـّه سبحانـه وحده يستحقّ الحمد كلّه ،



وإنّـه سبحانه ، وحده ، صاحب النعمة على المطلقة على الإنسـان ، وكلُّ نعمة ظاهرها من غيره ، فمردُّها إلى الله تعالى .



فإذا أعلـن الحـاجُّ أنّ أحداً من البشـر ، لايحـقُّ له أن يملك البشـرَ بغيـر حقِّ ، ولا أن يدّعي أنـّه صاحب النعمة المطلقة ، ولا أنـَّه يستحقُّ الحمدَ كلَّه ،



فكـلُّ ما سواه سبحـانه ناقصٌ ، ضعيـفٌ ، بل عـدمٌ محض .



نعم .. كلُّ شـيءٍ سوى الله ، هـو في الحقيقة معـدوم .. لولا إرادةُ الله وجوده ، وهـو لاشيء لولا قدرة الله تعالى على تكوينه ، وهـو هبـاءٌ منثورٌ ، لولا مشيئة الله أن يبقـى في الوجـود.



فبأي شيءٍ يستعبدنـا الطغاة ، وبأي حـقِّ يسـترقُّنا الظلمـة البغـاة ؟!!



إذا أعلن ذلك كلَّه ، فإنـه يتقلـَّد هذه العقيدة التحرّرية الكبـرى ، فيستحق وسام الضيافة الرحمانية ، وهكــذا يتزيـَّـن بها جميع الحجـاج ، ثـمَّ ينطلقون من كلِّ فجِّ عميق إلى (سُـرِّة الأرض ) التي خلقهـم الله تعالى منها _ ورد في الآثار أنَّ الأرض دُحيت من تحت الكعبة ، فهي سـُرّة الأرض ، ثم خـلق الله آدم من قبضة جمَعَـت كلَّ تربـة الأرض _ إلى أمِّهـم التي أخرجهم الله تعالى من رحمها : ( منها خلقناكم ، وفيها نعيدكم ، ومنها نخرجكم تارة أخـرى ) .



في زحـفٍ جليـل ، لو اطلعت عليه من عَـلٍ ، لذهـب بلبـِّكَ منْظـرُه ، وأدهـشتْ عقلَك صُـوَرُه .



حتى إذا وصل الحجيـج بعد هذا المسير العجيب ، إلى سرة الأرض ، داروا حولها دوران الرحـى !!



وسبحان الله ... نعـم .. كأنـَّكَ ترى أمَّـنا الأرض في هذا المشهـد المهيـب ، وهـي تطحـن أبناءَها طحـن الرحى للحـبِّ ، لتعيدهم إلى بطنهـا ، سبـعَ طحنـات _ إذ هي سبعُة أرضين _ فيطوفون هنا ، معلنين عبوديتهـم لخالقهم الذي خلقهم من هذه التربـة ، من هذه الأرض ، من هذه البقعة بالضبـط .



وسبحـان الله .. كأنـَّها إعادةٌ للخـلقِ إلى مبدئه ، والخليقـة إلى بدايتها ، لتوقظ هذه الإعـادة ( اللاوعي الإنساني ) من سُباتـه ، ولتردَّ إليـه ذاكرته المنسيـّة ، المدفونة منذ القـدم في فطرتـه ، عبـر التاريخ السحيـق ،



ولتهـزّ ضميـرَهُ هَـزاً ، ولتنفضَ عنه ما علق من علاقات شوَّشتْ على فطرتِهِ ، وحالت بينـها ، وبين إرتباطها بالحقيقة العظمى التي من أجلها خلق ،



حقيقـة أنّـه خـُلق حُـرَّا ، متحرِّرا من كلِّ أشكال العبوديات إلاّ لخالقـه ، ولهـذا خلقه الله في السـماء ، ليكـون حُـراً ، عاليـاًَ ، ساميّا ، كريمـا .



وكأنهم إذا عادوا إلى أصلهـم ، في هذه العملية ، عمليـة الإنصهار العظمى هذه ، يُطهـُّرون من أدران العبوديـة لغير الله تعالى ، التي لحقت بهم بعد خلقهم على فطرة ( الحريّة التوحيـديّة ) ،



فيُعـاد تحريرهم من جديد ،



ولهـذا يعود الحاج كيوم ولدته أمُّـه ، حـرَّا كما قيـل : ( كيف استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحـراراً ) ؟!



ولهذا كان أول ما يفعله الحـاج ، من مناسكه أن يهوي بروحه ، وجسده ، إلى البيت فيستلمه ، ثم يطـوف حولـه .



ثم بعد عملية التطهير هذه ، تخرجهـم الأرض من بطنها من جديـد ، فيقفون إجلالاً لخالقهم الذي خلقهم من هنا ، يقفون كأنهـم في أوّل خلقتهم ، على فطـرتهـم ،



يقفـون أمامَ بيتـه ، فيصلّون ركعتين ،



يقرأ فيهمـا الحاجُّ سورتي التوحيد : سورة ( الكافرون ) وهي سورة التوحيد العملي ، في الركعة الأولى ، وسورة ( الإخلاص ) وهي سورة التوحيد العلمـي في الركعـة الثانية.



يقرأ هاتيـن السورتين ، لأنـَّه في هذا الموقف ، الذي كما وصفنا : كأنـَّه قد أعيد خلقُهُ من جديد ، ينبغي أن يعلن ، أوَّل ما يعلـن : أعظـم عنـواني التوحيـد ،



ولهذا هو يقف وراء المقام الذي وقفه إبراهيم عليه السلام ، عظيم الداعين إلى التوحيـد ، أبو الأنبياء عليهم السلام ، ثم وقفه خاتم الأنبياء ، وأعظـم الموحـّدين ، محمّد صلى الله عليه وسلَّم .



حتى إذا استعـدّ بهذه الولادة الجديدة لرحلة العمـر التاليـة المدهشـة ، والتي سيكرر بها صـورة مسيرة الإنسانية عبر تاريخ البشرية ،



إنطلـق إلى منـى ، ليبقـى ليلـة هناك ، متهيئـا للذهاب إلى عرفـات ، حيث الرجـوع بالزمـان إلى القِـدَم ، متذكراً حَدَثـا ، حدث له فيما قبل التاريخ ،



عندما أخرج الله تعالى ذرية آدم من ظهره ، فـي هذا المكـان ، فأشهدهم على أنفسهم : ( ألست بربكم ) ، فشهدوا هناك في عالم الأرواح لربهم ، بأنـّه خالقهم ، ولايستحق الألوهية سواه ، ثـم أعادهم إلى ظهـر أبيهم آدم ، ليتسلسل نسل البشريـة عبر الزمـان إلى آخـر الزمـان ،



أعادهـم .. وفي عقلهــم الباطن ، أعظـم حقيقـة فُطروا عليها ، حقيقة الإستسلام التـام لله تعالـى.



ولهــذا يقف الحاج في عرفة يومه كلَّه ، ليردّد التلبية ، وأعظـم الذكر : ( لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كلِّ شيء قدير ) ، ليستقـر مبدأ التوحيـد لله تعالى ، الذي يحـرِّرُه من كلّ عبودية لسوى الله ، يستقـرّ في كيانه إلى أعمـق مـدى .



ثم الحـاجُّ يرجع إلى مزدلفة ، يزدلف فيها إلى زيارة بيت الله تعالى مرة أخـرى ، فيبيت فيها ذاكرا لله تعالى ، شاكرا لأنعمه ،



ثم يهبـط إلى منـى فأوَّل شيءٍ يفعله ، أن يتبرأ من الشيطان ، عدوِّ الله تعالى ، فيرجمه ، ليبعد عن طريقه كلّ حائـل يصدُّه عن الرجوع إلى الله تعالى ، إذ كلُّ العلائق ، والعوائق ، التي تستعبد البشر لغير الله تعالى ، إنما هي من صنع عـدوِّ البشرية الأول ، والأخطـر ، وهو إبليس ، الشيطان الرجيـم .



ثم يقرب الحاجُّ القربان ، بذبـح الهدي ، ويقـدِّم لحمها للفقراء : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) ، ليبدي لربـه العظيـم ، إستعداده أن ينفق أطيب ماله ، وأكـرم حلاله ، ليكـون محسـناً إلى مـن يحتاج إلى الإحسـان ،



ليستحق بذلك إحسان الله إليه _ فإنَّ الله تعالى يحب المحسنين ويجازيهم على إحسانهم إحسـانا _ فيقبله زائرا إليه ، وافـداً عليه ، في طواف الحج الأكبـر ، ولهذا سُمِّى : طواف الزيارة .



ثم يحـلق شعر رأسـه متواضـعا .



ذلك أنّـه ليس كلُّ إنسان يستحق كرامة الدخول على ربّ السموات والأرض ، ملك الملوك ، فلابد له قبل ذلك أن : يتبـرَّأ من عدوّ الله تعالى ، وأن يكون خيـِّراً ، محُسِـنا متصدِّقـا ، وأن يتواضـع لربـه .



فإذا فعل ذلك قَبِلَـه الله تعالى لزيارتـه ، فقضى تفثـه ، وتطيـَّب ، فحينئـذٍ يدخله الله تعالى إليه ،



فينطـلق تارةً أخـرى إلى بيت الله المعظـَّم ، فيكرَّر الطواف ، في عملية تطهيـر ثانٍ للإنسـانية .



وهذا التطهير الثاني بهذا الطواف يشير إلى النهاية ، كما يشير الطواف الأول عندما لبَّى الحاج قادماً للبيت العتيق إلى البدايـة .



فهو يتذكـَّر في هذا التطهيـر الثاني أنه سيعود إلى التراب ، إلى أمـِّه الأرض التي خلقه الله منها ، لتطحنـه من جديد ، وتعيدُهُ تراباً ، ليتذكـَّر نهايـته ، إذ هـو في هذه الدنيا فانٍ ، خلقـه الله ليمتحنه في حياةٍ مؤقَّتة ، وقـد خُلـق من هذه النقطة بالضـبط من (سرة الأرض ) ، وسيعود إليها.



ولهذا ..فينبغـي للحاجّ أن يتذكـَّر في هذا الطواف نهايته ، كما يتذكر في طواف القدوم بدايته ،



وعليه أن يستذكر فيما بين ذلك في مناسك الحج مسيرتـه في حياتـه ، وهي مسيرة البشرية عبر التاريخ الإنساني كلَّه .



وأنها كلُّها مسيرةُ تحرُّرٍ كبـْرى ، خلق الله تعالى الإنسـان فيهـا ، ليحرِّره من عبودية غير الله تعالى ، فيتوجـَّه بكُليـِّته إلى ربِّه وحده ، كما قال تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) .



فهي فطرة الله تعالى التي خلق الله الناس عليها ، وكلُّ مولود يولد على الفطرة ، حراً من كلِّ عبودية لغير الله تعالى .



والحجُّ إنـما هـو عملية إعادة كونيـِّة لهذه الولادة ، غيـر أنها عملية رمزيُّتها ربانيـّه ، عالية ، مدهشـة ، أسرارها في غاية الروعـة ، والإبهـار .



وهي عملية ولادة جماعية تجري على البشرية حول سرِّة أمِّها الأرض كلِّ عام .



لكنّهـا ولادة روحانية ، يُقصـد بهـا ، تطهير الروح الإنسانية ، من أرجاس التعلُّقات المادية الدنيئة ، وأقذار الشحِّ الدنيوية الوضيعـة ، وأوسـاخ الذلّ لغيـر الله.



ولولا أنّ هذه الولادة الجماعيـة ، تجري هكذا كلَّ عام هنا في مكَّـة ، لهلكت البشرية كلُّها ، ومحُيـت ، وذهـبت الأرضُ برمِّتها ، وخربـت .



ولهذا قال تعالى : (جعل الله الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للنَّاس ، والشهرَ الحرامَ ، والهديَ والقلائدَ ، ذلك لتعلموُا أنّ الله يعلم ما في السماوات ، وما في الأرض ، وأنّ الله بكلِّ شيءٍ عليم ) ،



وقد ذكرتُ جملةً من أسرارٍ أخرى للحـجِّ في مقال سابـق هنـا.



هذا .. ولايخفـى أنَّ موسم الحجّ هـذا العـام ، يطـرق أمَّـتنا ، على حال غير ما كانت عليه ، فهي بحلِّة جديـدهْ ، وآمال بكلِّ مستقبلٍ بهيـجٍ وعـودهْ .



فقـد أتاهـا ، وقد تذوقت حلاوة الحريـّة ، وعرفـت قيمة التحـرُّر ، وكسرت أغلال الطغـاة المستبدّين ، وحطَّمـت قيـود الزعمـاء المستكبرين .



وجاءها ، وقد حققــت نجاحات في طريق الحصول على الحرية من الإستبداد ، نجاحـات مذهلة ، بسرعة قياسية ، تعجبـَّت منها الشعـوب ، وتحيـَّرت من روعتها القلـوب .



وهي ماضية في حجِّهـا الأعظـم ، نحو الحرية الشاملة لجميع الأوطان ، في بلادنا العربية من الخليج إلى المحيـط ، لتحقـِّق ثلاثة أهداف عظمـى :



أحدها : التخلص من كلِّ أشكال الحكم الإستبدادي العائلي الفاسد العميـل ، لإقامة أنظمـة حكم راشدة تكرِّم الإنسان ، وتحترم الحقوق ، وتقدس العدالة ، وتحفظ مقدرات الأوطان ، وتعيد السلطة إلى الأمّـة .



الثاني : تحرير الأمـّة من التبعية لغيرها من قوى الغرب ، والشـرق ، وإطلاق إشراقة حضارتها من جديد .



الثالث : استرداد جميع حقوق الأمـّة المسلوبة ، وأوطانها المحتلَّة ، وأولها فلسطين الحبيبة ، وإعادة توحيدها على عقيدتها السياسية التي تقوم على : إعلاء الشريعة ، وتوحيد الأمة ، والتدرُّع بالجهـاد.



هـذا .. وإنّ المؤامرات على هذا التغيـُّر الثـوري المبارك في أمّتنا كثيرةٌ جداً ، ومن بينهـا مؤامرة على نهضة الأمـِّة التي تمتطي هذه الثورات المباركة ، وهـي صغيـرة ، غيـر أنهَّا خفيـَّة ، إذ هـي تُحـاك تحت غطاء ( ديني ) يتدثـَّر بـ( سلفية مستعارة ) ، موظَّفـة ( لنظام مذعور من رياح الربيع العربي ) ، وتريد أن تصنع صراعاتٍ داخليـّة في الصفّ الإسلامي في بلاد الثورات ، لتذهب بذلك ريـحَ نصرِها ، وتُجهضها في مهْدها ، ولتؤخـِّر مسيرتها التي تبتغـي التغييـر الشامل لكلِّ الخارطة العربية الموروثة من نظام ساي*****_ بيكو !!



وسنسلِّط _ مستعينين بالله تعالى _ عليها أضواءَ تفضحها بإذن الله ، موقنيـن أنهـا سيصيبها الخـلل ، وستـرتدّ على أصحابها بالفشـل .



فهذه الرياح المباركة التي تحملها ثقافة الثورة الجديدة في بلادنا من الشام إلى اليمن ومن الخليـج إلى المغـرب ، لن تتوقف حتى تؤتـي أكلها بإذن الله تعالى ، على حطـام هذا النظام العربي الخبيث الذي لم يدع سبيلاً لإذلال الأمة ، وإهانتها ، وتمزيقها ، وإضعافـها إلاّ وسلكـهُ .



وسترجع الأمـّة بعد حجِّها إلى قبلـة الحرية ، كيوم ولدتها أمُّها ، كما يرجع الحـاج من حجـه بإذن الله تعالى .



والله المستعان ، وهو حسبنا عليه توكـّلنا ، وعليه فليتوكّل المتوكـُّلون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

ثـورة الحجيج .. ومستقبل الأمـّة البهيـج

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قدسنا :: المنتدى العام :: مدونة المقالات اليومية-
انتقل الى: