لقد جذبني ما كتبه الصحفي خالد محمود عن قصة الكلبه جينا ............ فقد وصلتني الرساله على بريدي وتعمقت ما كتب فيها ..... ما يجري ليس جديدا على الكلاب .......... واينما كانوا فهذا اسلوب نراه طبيعي .... لذا سأترككم بما خطى لنا ونعرف رأيكم فيما بعد
خبر اثار فضولي واستفزني واستوقفني حد الانبهار لدرجة أن أوصالي اصابها التفكك وإمعائي أصابها الغثيان، ملخص الخبر أن هناك – أجلكم الله- كلبة أمريكية تسمى "جينا" تعانيصدمة نفسية بعد أن حلت على أهل العراق ضيفة لمدة عامين.
الكلبة جينا كانت ودودة أليفة تعشق الناس وتسعى لإقامة الصداقات مع الجميع ولكن شاء -حظها العاثر- أن تختارها القوات الأمريكية كمبعوث لها لكشف الألغام في العراق والبحث عن المتفجرات. مهمتها الرسمية ليست كباقي الكلاب الضالة التي لا همها إلا "العواء في الخواء" ، وفي أحسن أحوالها لو حالفها الحظ ربما تكون كلبة حراسة في أحد المزارع، ولكن لـ" جينا" حظ وفير، وكما يقولون مولودة وبفمها ملعقة من ذهب .
سافرت جينا للعراق وهي ترسم حلم الثراء والشهرة وأن تعود لتجد فارس أحلامها عفوا أقصد كلب أحلامها وقد خطت لنفسها شهرة ومالاً يبقى لأحفادها، ولكن كانت الطامة الكبرى أنها لم تجد ما كانت تسعى إليه فلم تجد هناك إلا الانفجارات والأصوات المدوية وأشلاء من بني البشر متناثرة في كل مكان. دماءاطفال ونساء خلطت في اسمنت بيوتهم من خلال الآلة الحربية التي صاحبتها، والتي كانت تأمل أن تكون مصدر أمن وأمان كما سمعت من خلال الرأي العام في محيطها، لكن الواقع كان مختلف عن طموح "جينا"، إذ وجدت آلة تدمير وفساد وقتل مروع ، دبابات وطائرات بي 52 مزجت زيوتها ودخانها بدماء الاطفال على الشوارع وتحت ركام البيوت؛ فما كان منها إلا أن أصيبت باحباط ووهن وتردي في أوضاعها النفسية مما أدى إلى اصابتها بحالة من الإكتئاب والعزلة والانطواء !!!
يبدو أن مشاهدتها للانفجارات الحية والدماء الطازجة النازفة، أثر في وضع الكلبة النفسي التي تعالج الآن في مصحات بلدها وقد شغلت وسائل الإعلام بعد أن ابتعدت عن الناس وفضّلت الوحدة!
تسائلت – كما غيري- وانا أقرأ الخبر، فخشيت ان تكون حالة "جينا" الصحية مدعاة لاحالة قضيتها لهيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو لجنة حقوق الحيوان؛ لتطالب بلادها بتعويض مالي كبير يدفع ثمنه شعب العراق كونهم السبب المباشر في ما آلت إليه حالها!!
شر البلية ما يضحك! صدقوني أن خبرا تافها كهذا أثر بنفسيتي وفتح جرحا عميقا بحجم العراق، فمنذ سقوط بغداد الرشيد وانا أغمر وجهي في وسادة الحزن وأحيا بزنزانة ''الوجع'' المقيم..
بغداد ..أيتها المضرّجة برائحة ترابك، بعطر صمتك..لا تأبهي بنفسية "جينا" ولا "من هم على شاكلة "جينا" أو أشباه "جينا" ، فقط لفي ابناءك على خصرك وابذريهم في الأرض الطاهرة وامضي..امضي .. فغدا موعد الغيث وغدا موعد النصر!