عتاب طفلة
في لحظات ساكنة .. وفي هدوء الجو .. وخلوه من
كل صوت ماعدا صوت دقات الساعة وتحرك عقاربها
مع صوت الرياح الخفيفة من نافذتي ..
ساار فكري بعيدا هناك .. سرحت قليلا أفكر بنفسي
ورسم مستقبلي و أمور عديدة تشغلني .. كانت أمامي
أوراق بيضاء .. أخذت أعبث بها ..
لكن سمعت صوت ما أعادني للواقع لبرهة .. تلفت
لأتأكد هل هي تهيؤات
من لحظات السرحان .. لكن لم أجد أحدا حولي ..
سمعت ذاك الصوت مرة أخرى نعم إنه صوت ما
يناديني .. صوت نداء .. ركزت وتمعنت أكثر إنه
صوت طفلة صغيرة بالسن بملامح غريبة .. حالها
غريب كأن مر عليها دهر من السنين .. ملامح
مرهقة أثقلتها شعيرات الهم الرمادية ...
لبيت النداء سألتها : ماذا تريدين مني ؟ فقد أخفتيني
بصوتك المبحوح
أجابت : إني أتألم فقد أثقلتني الهموم .. سألتها
هموم ماذا وأنتي في هذا العمر .. أخبريني .. قالت :
همومي منها إنها هي تعذبني بكتمانها .. لا تتركني
أفرح .. ألبستني ثياب الحزن رغما عني بدلا من
ثياب الفرح
إني أخاف عليها وأحبها لكنها لا تهتم بما أقوله لها و
ورغم انها لا
تشتكي لي إلا إني افهم عذابها .. قلت : لا أعلم عن
من تتكلمين .. لكن
هل سألتيها لما هذه القسوة وأين القلوب الرحيمة ولما تفعل ذلك ؟
قالت : فعلت ذلك مرارا .. سألتها أن تغير طبعها ..
لم تجبني كأن
حالها المتقلب يعجبها .. كلما شكوتها .. لا ترد علي
تهمشني .. تمثل دور السعادة وتخدعني ...انها
تعذبني بقسوتها وانا لا أستحق منها ذلك
سألتها : من هي التي تتكلمين عنها هل هي والدتك .. اختك أم صديقتك من تفعل
ذلك بك و ...
قاطعتني بصوت يائس : انتي تعرفينها.. لكن قبل ذلك
أرجوك عديني
أن تساعديني .. سألتها : انا اعرفها كيف ذلك وأعدك
سأفعل ما بوسعي لمساعدتك لكن كيف ؟ .. أجابت :
أن تشرحي حالي الذي رأيتيه وما يحصل بي من
سببها وأن توصلي رسالة لها .. أنا : سأخبرها بما
رأيته من حال لقد أثرتي بي .. حسنا ما هي
رسالتك .. قالت : رسالتي هي :
أطلب أن تتغيري من أجل نفسك ومن أجلي .. وتنظري للحياة بنظرة
أخرى وتتركي شعارات الحزن ورداء القلق وأن لا تقسي علي .. أرهقني طبعك الظالم
.. أنا : حسنا سأفعل ذلك لكن لمن أوجه تلك الرسالة
قالت لي مطمئنة : انظري للمرآة .. إنها أنتي